أكد رئيس التيار الغد السورى، أحمد الجربا، أن السوريين أمام فرصة جدية لتحقيق سلام مستدام يخرج سوريا من دوامة الاقتتال ويعيد إنتاج البلاد بما يتلاءم مع تطلعات الشعب السورى التواق إلى الأمن والاستقرار والحرية والتغيير.
وطالب "الجربا" فى كلمته أمام مؤتمر سوتشى للحوار الوطنى السورى، اليوم الثلاثاء، لمغادرة أوهام الغبلة والاستقواء والجلوس كسوريين للتوصل لحل يرضى الشعب السورى، مؤكدا ان السوريين أمام ضرورة مطلوبةٍ للخروج من عنقِ الزجاجةِ، وإخراجِ الشعب السورى من أتونِ حربٍ لن تبقى ولن تَذَر، والسير بهِ إلى الأمنِ والاستقرار والسلام
وأوضح أن المسؤوليةَ الوطنيةَ تملى على حامليها الترفعَ عن النكاياتِ والسموُ على الجراحِ العميقةِ التى أوغلت فى جسدِ وذاكرة سوريا، داعية لوقفة تآمل فى ما آل إليه الواقع فى سوريا من استنزاف البلاد، مؤكدا أن الحل يمكث بين أيدى السوريين من جميع الأطراف.
وأكد الجربا أن سوريا أصبحت ساحةَ حربٍ بالوكالةِ وصراع للكثير من القوى الإقليميةِ والدوليةِ، موضحا ان الشعب السورى يدفع ثمنَ استمرار الصراع، مشددا على ضرورةَ المباشرةِ الفعلية والحقيقية بحوار وطنى داخلى ينهى معاناةَ الشعب السورى ويدخِل البلاد فى مرحلة انتقالية يتوافق خلالها السوريينَ على مستقبل بلادهم، داعيا لوقفِ شلال الدم وحمايةِ سوريا من التمزق والتقسيم.
ودعا أحمد الجربا لما وصفع مغاردة "متاريسنَا السياسية" حتى يتمكن السوريينَ من إسقاطِ المتاريسِ المرتفعةِ بين السوريين، موضحا ان الشجاعةَ تملى علينا أن نضحى، وأن نتجاوزَ الكثيرَ من المرتكزاتِ الغابرةِ، لكى لا نصبحَ أسرى للماضى فنضيع ونضيِع بلدنا، على حد تعبيره.
وتابع الجربا "إخوتى وأخواتى أعرف جيداً أنكم تشعرون بالغضبِ والألمِ على دماءٍ بذلت، وأرواحٍ أزهقت، ومنازلَ دمرت فوق رؤوسِ قاطنيها، على طولِ سوريا وعرضها".
وأوضح أن السوريين أمام خيارات قاسية تتطلب الارتقاء لمستوى المسئولية وعدم "العض على الجراح"، مشيرا إلى أن السنوات السبع العجاف من عمر المآساة السورية أثبتت أن الحل العسكرى سراب يخفى سراب ووهم دونه أوهام تبدأ ولا تنتهى.
وأوضح ان جميع السوريينَ يعرفون أن الحل السياسى وفقَ بيان جنيف وقراراتِ الشرعيةِ الدولية، وخاصةً القرار 2254 الذى ينص على تحقيقِ عمليةِ الانتقالِ السياسى، وبناءِ دولةٍ ديمقراطيةٍ تعددية تشارك بها جميع مكوناتِ الشعب السورى دون هيمنة فئة على أخرى، وعلى ضرورةِ تنفيذ إجراءاتِ بناء الثقة، من إطلاقِ سراحِ المعتقلينَ أينما كانوا، وفكِ الحصارِ عن أيةِ مناطقَ سوريا محاصرة، وإدخالِ المساعداتِ الإنسانيةْ، وعودة جميع المهجرينَ والنازحينَ إلى مدنهم وبلداتهم ومساعدتهم على الاستقرار، مؤكدا أن مؤتمرات جنيف وأستانة تعد دليلاً عملياً على عدمِ جدوى الحل العسكرى الذى لن يحققَ إلا استمرارَ شلالاتِ الدماء، ومعاناةِ جميعِ الأطراف.
وتوجه رئيس تيار الغد السورى إلى جميعِ السوريين دون استثناء للعملِ معاً لإنقاذ بلدهم وعودة العمل والاستقرار إليها، لأن البلدَ يحتاج الكل لخلاصِ الكلِ من هذه المعاناة المستمرة منذ ما يقارب من السبع سنوات.
واختتم الجربا كلمته بالقول "أنتهز المناسبةَ لأوجهَ دعوةً إلى الدولِ الضامنةِ أولاً، وأشقاء وأصدقاءَ سوريا، وجامعةِ الدول العربيةِ ومجلسَ التعاونِ الخليجى، كما أتوجه إلى الأممِ المتحدة، لأطالبهم جميعاً ببذلِ الجهود الممكنةِ لإنجاحِ هذا المؤتمر، الذى يمثلُ برأينا فرصةً حقيقيةً لخلاصِ سوريا، ووحدتها شعباً وأرضاً".