لا تتوانى إسرائيل عن اتخاذ القرار تلو الآخر لتوسيع تحركاتها الاستيطانية فى الأراضى الفلسطينية، بما يستفز مشاعر العرب والعالم أجمع، ولعل أخر قرارات الحكومة الإسرائيلية فى هذا الشأن كانت فى يناير الماضى، بالموافقة على بناء 1122 وحدة استيطانية جديدة فى 20 مستوطنة فى الأراضى الفلسطينية المحتلة، بالإضافة لنشر عطاءات لبناء 651 وحدة أخرى.
ومن القرارات التى تحدت بها إسرائيل أيضًا، المجتمع الدولى، منحها وضعا قانونيا، مطلع شهر فبراير الجارى، لموقع استيطانى بالضفة الغربية المحتلة، لم يكن مصرح به، ردا على هجوم بالرصاص نفذه فلسطينيون الشهر الماضى وأسفر عن مقتل أحد السكان، حيث منح التصريح بأثر رجعى لبناء موقع حفات جلعاد، الذى تسكنه 50 أسرة، والذى يهدف إلى السماح باستمرار الحياة الطبيعية هناك، فيما تعتبر أغلب الدول المستوطنات الإسرائيلية فى الضفة الغربية، وهى الأراضى التى احتلتها إسرائيل فى حرب عام 1967 والتى يريدها الفلسطينيون لإقامة دولتهم المستقبلية عليها، غير قانونية.
وفى هذا الصدد، أعدت شبكة "سكاى نيوز" الإخبارية، إنفوجراف، يوضح عدد المستوطنات الإسرائيلية فى الضفة الغربية، والقدس الشرقية، وتعداد المستوطنين المقيمين فى تلك المستوطنات غير القانونية المقامة على الأراضى الفلسطينية، كما يكشف الإنفوجراف، التطور الواضح فى تزايد أعداد المستوطنين الإسرائيلين داخل فلسطين، وفى المقابل تناقص الأراضى الخاضعة للسلطة الفلسطينية.
ويتضح من الإنفوجراف، أن هناك 640 ألف مستوطن يعيشون فى مستوطنات بالضفة الغربية والقدس الشرقية، من بينهم 420 ألف مستوطن يعيشون فى مستوطنات بالضفة الغربية، و220 ألف مستوطن يعيشون فى مستوطنات بالقدس الشرقية ومستوطنات تحيط بها، ويعيش أكثر من 600 ألف مستوطن فى 130 مستوطنة تحظى بموافقة الحكومة الإسرائيلية، بالإضافة إلى 100 مستوطنة عشوائية فى الضفة الغربية و12 حيًا رئيسيًا وضاحية فى القدس الشرقية، بينما وافقت الحكومة الإسرائيلية على بناء أكثر من 1122 وحدة استيطانية على الأقل خلال العام 2017.
وتنامى عدد المستوطنين فى الفترة من عام 1977 وحتى عام 2016 بشكل كبير وملحوظ، حيث بلغ عددهم فى العالم 1977، 4400 مستوطن، وزاد عددهم فى العام 1988 ليصبح 66 ألف و500 مستوطن، ثم أصبح 116 ألف و300 مستوطن خلال العام 1993، ليرتفع إلى 184 ألفًا فى العام 2000، ليصبح بعد ذلك 371 ألفًا خلال عام 2014، إلى أن أصبح التعداد 420 ألفًا فى العام 2016.
وكان هناك تغير على مستوى الأرض خلال 100 عام فى الفترة من 1917 إلى 2017، حيث بدأت مساحة الأرض الخاضعة للسلطات الفلسطينية فى التقلص بشكل متزايد، فبعد أن كانت كامل الأراضى الفلسطينية يعيش عليها الشعب الفلسطينى، بدأ الاحتلال الإسرائيلى فى التوسع والتمدد على الأرض انطلاقًا من وعد بلفور عام 1917، وحتى قرار التقسيم عام 1947، وقلت الأراضى الخاضعة للفلسطينيين مرة أخرى بعد حربى 1948 و1967، واستمر التناقص وفى المقابل زيادة المستوطنات الإسرائيلية منذ اتفاق أوسلو فى تسعينيات القرن الماضى، وحتى العام 2017.