اتشحت الصحافة الإيرانية المطبوعة الصادرة اليوم الاثنين، بالسواد حدادا على ضحايا طائرة الركاب التى تحطمت صباح أمس الأحد، فى منطقة جبلية جنوب اصفهان، وأودت بحياة من كانوا على متنها وعددهم 66 شخصا، وتجرى عمليات البحث عن حطام الطائرة وهى من طراز ATR- 72، وكشفت الصحافة ما دار فى الكواليس خلال الساعات الـ 24 الماضية عقب الحادث.
الحادث فتح باب النقاش فى إعلام طهران حول صفقات الطائرات الجديدة التى وقعتها حكومة روحانى عقب الاتفاق النووى مع الشركات العالمية للطيران المدنى، وكتبت صحيفة "آرمان" الإصلاحية على صدر صفحتها، متسائلة، "التيار المتشدد الذى عارض عقود شراء الطائرات الجديدة بعد الاتفاق النووى، مستعد اليوم تحمل المسئولية؟.
وأضافت الصحيفة أنه بعد الحادث أثيرت شائعات حول الطائرة واعتبرت ضمن الطائرات الجديدة بعد الاتفاق النووى، الأمر الذى دفع مسئولى الملاحة الجوية لنفى ذلك وكشف المسئولين أن الطائرة دخلت الخدمة منذ أكثر من 20 عاما، وهو سبب كافى لفتح نقاش حول تهالك أسطول الطيران الإيرانى.
أما صحيفة "بهار" الإصلاحية، كتبت على صدر صفحتها "ضحايا السياسة" وكتبت تقريرا تحليلى حول تكرار الحوادث الكارثة للإيرانيين، لوحت فيه إلى أنه بعد الحادث تم تسييس الأمر، ووجه البعض سهام نقدهم تجاه وزير الطرق على صفحات التواصل الاجتماعى وبعض وسائل الإعلام، وامتد النقد ليطال الاتفاق النووى الذى وقعه الرئيس الإيرانى فى عام 2015 وعارضه المتشددون.
وقالت الصحيفة، إن التيار المعارض لحكومة روحانى ركب موجة الحادث الأليم، وتخلى عن الأخلاق، وسعى للانتقام من خصومه السياسيين، واستغل الفرصة للانتصار فى صراعه وتنافسه الصبيانى بين أجنحة السلطة.
وتابعت الصحيفة الإصلاحية، أن مصرع ركاب الطائرة مرتبط بشكل مباشر مع السياسيات المتشددة التى كانت تحكم البلاد لسنوات، وبشكل أو بأخر فأن هؤلاء هم ضحايا السياسة والسياسيين.
وأوضحت الصحيفة أن إيران كانت تحت وطأة عقوبات قاسية، لذا لم تتمكن البلاد من شراء طائرات جديدة أو قطع غيار لطائراتها، معتبرة أن العقوبات ارتبطت ارتباطا مباشرا بالسياسات الخارجية لإيران.
ليس الصراع السياسى فحسب الذى كان مادة دسمة فى الصحافة الإيرانية، بل فتحت الصحف أيضا ملف تهالك الأسطول الجوى الإيرانى القديم، وكتبت صحيفة "عصر اقتصادى" على صدر صفحتها تهالك الأسطول الجوى الإيرانى خلف كارثة، وقالت إن هذا النوع من الطائرات سقط منه 3 ، خلال السنوات الماضية بسبب قدمها.