كشف الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، النقاب عن أسلحة روسية متطورة خلال رسالة وجهها للجمعية الفيدرالية يوم أمس الخميس، حيث تم عرض مجموعة من الأسلحة الحديثة ذات قدرات فائقة تنوعت ما بين أسلحة بحرية وصواريخ وأسلحة ليزر.
كما أعلن "بوتين" عن تسليح الجيش الروسى بسلاح لا حماية منه، والسلاح الذى تحدث عنه الرئيس الروسى صاروخ سريع جدا يدعى "كينجال" (الخنجر)، الذى يصل إلى هدفه فى زمن يقدّر بالثوانى وهو ما يستبعد اعتراضه من قبل وسائط الدفاع الجوى، ويبلغ طوله نحو 3 أمتار، وتزيد سرعته على 4 ماخ (أى أربعة أمثال سرعة الصوت)، ويستطيع صاروخ أن يحلق إلى مسافة 2000 كيلومتر.
وتثير الأسلحة الروسية الجديدة مخاوف من سباق تسلح جديد مع واشنطن، لكن، ولذلك ينبغى على العالم أن يتخوف من اندلع حرب عالمية ثالثة تستخدم فيها تلك الأسلحة الفتاكة، ولأهمية الموضوع نرصد على هيئة "س وج"، تفاصيل الأسلحة الروسية الجديدة.؟
س: متى سيستخدم بوتين الأسلحة الجديدة فى الحروب؟
صرح فلاديمير بوتين فى مقابلة مع شبكة "إن بى سى" الأمريكية، بأن روسيا ستستخدم أسلحتها النووية فى وجه أى تهديد للبلاد.
وقال الرئيس الروس ىإن هناك شيئين يجبران روسيا على استخدام أسلحتها النووية، هما الهجوم على روسيا بأسلحة نووية أو هجوم باستخدام أسلحة تقليدية يهدد وجود الدولة الروسية.
س: ما هى هذه الأسلحة؟
تشمل الأسلحة الجديدة التى عرضها بوتين مستعينا بصور افتراضية وبدوى انفجارات، صاروخ كروز "غير محدود المدى" يعمل على الدفع النووى ويسلك خطا لا يمكن التكهن به.
كما عرض صاروخا باليستيا عابرا للقارات يدعى "سارمات" زنته 200 طن ويمكن تجهيزه برؤوس نووية، سيحل محل المخزون الروسى الحالى من الصواريخ.
وبين التجهيزات الأخرى التى عرضت آلية تتحرك تحت الماء أسرع من غواصة، ونوعا صواريخ "تفوق سرعة الصوت" وسلاح ليزر غامض المواصفات.
س: هل ينبغى التخوف منها بالنسبة لأمريكا؟
دعا بوتين فى خطابه الغرب إلى "الإنصات" للقوة العسكرية التى استعادتها روسيا، مؤكدا فى الوقت نفسه أنه "لا يهدد أحدا".
وشرح خبراء عسكريون روس من جهتهم أن هذه الأسلحة ليست جديدة، فى حين رأى بعض المراقبين أنها لم تنجز تماما بعد.
وقال المحلل العسكرى الروسى ألكسندر غولتس: "كنا على علم بـ"سارمات"، كما كنا على علم بأن تطوير هذا الصاروخ يواجه صعوبات كبرى".
وأقر بوتين نفسه فى مقابلة أجرتها معه شبكة "إن بى سي" الأمريكية بأن الأسلحة التى عرضها لا تزال فى مراحل مختلفة من التطوير، مؤكدا فى الوقت نفسه أن بعضها جاهز للاستخدام، من جهتهم، أكد الأمريكيون أنهم "على استعداد تام" للتصدى للأسلحة التى قدمت الخميس.
س: ما هو هدف بوتين من تلم الأسلحة؟
ألقى بوتين خطابه العسكرى النبرة قبل أسبوعين من الانتخابات الرئاسية الروسية فى 18 مارس، والتى يتوقع أن يفوز فيها بولاية رابعة من ست سنوات لعدم وجود معارضة فعلية له.
وأشار بوتين فى كلمته إلى الإهانة التى تلقتها روسيا فى السنوات التى أعقبت تفكك الاتحاد السوفياتى عام 1991، حين "لم يكن أحد ينصت" لموسكو.
ويحظى الرئيس بشعبية واسعة فى روسيا حيث يعتبر العديدون أنه أعاد لموسكو مكانتها فى العالم.
وقال المعارض الرئيسى للكرملين أليكسى نافالنى إن المجال العسكرى هو الموضوع الوحيد حيث يمكن لبوتين "أن يكذب بدون أى محاسبة"، موضحا أنه لو تباهى مثلا بالإنجازات فى مجال التعليم أو النظام الصحى الروسي، لكان بوسع الناخبين التحقق بأنفسهم من أكاذيبه.
س: هل هناك سباق تسلح جديد؟
قدم بوتين الجهود الروسية لتطوير أسلحة جديدة على أنه "رد" على الأنشطة العسكرية الأمريكية فى العالم وعند حدود بلاده، ولا سيما مع نشر واشنطن منظومة دفاعية مضادة للصواريخ فى أوروبا الشرقية وكوريا الجنوبية.
وبالرغم من نفى الكرملين سعيه لخوض "سباق تسلح" جديد، فقد أكد بوتين لشبكة "إن بى سي" أن هذا السباق بدأ من قبل، مع انسحاب واشنطن فى عهد جورج بوش من معاهدة الحد من الصواريخ المضادة للقذائف البالستية (إيه بى إم).
وقال الخبير أليكسى ماكاركين: "فى الولايات المتحدة، بعد مثل هذا الخطاب، ستصوت النخبة السياسية بكاملها من أجل زيادة النفقات العسكرية" معتبرا أن بوتين وجه "تحديا" إلى واشنطن.
س: ما هى عواقب الأسلحة الجديدة؟
زاد خطاب بوتين من تدهور العلاقات الروسية الأمريكية التى تعانى بالأساس من تبعات الخلافات المتواصلة حول أوكرانيا وسوريا وقضية التدخل الروسى فى سير الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2016، وردت واشنطن باتهام موسكو بارتكاب "انتهاك مباشر" للمعاهدات الدولية التى وقعتها روسيا.
وإن كانت إعلانات بوتين من شأنها أن تعزز موقع روسيا على المدى القريب فى اختبار القوة الجارى فى العالم، إلا أن هذه الخطة قد تنقلب ضد موسكو برأى جولتس.
وحذر من أن "سباق التسلح خلال الحرب الباردة كانت نهايته وخيمة للاتحاد السوفياتي. فهو قوض الاقتصاد السوفياتى وروسيا لا تملك الموارد ذاتها التى كان يملكها الاتحاد السوفياتي". وختم بالقول "ثمة ما يدعو إلى الاعتقاد بأن النهاية ستكون سيئة لموسكو".