قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية إن هناك مخاوف من ردود الأفعال الدولية على إعلان الولايات المتحدة اعتزامها فرض تعريفات جمركية على وارداتها من الصلب والألومنيوم، لافتة إلى تصريح كندا ودول أوروبية وآسيوية وغيرها بأنها سترد على ذلك القرار عبر فرض قيود جمركية على الصادرات الأمريكية لها.
وأشارت الصحيفة - فى تقرير نشرته على موقعها الإلكترونى اليوم السبت، إلى أنه بعد يوم من إعلان ترامب قراره بشأن التعريفات الجديدة، رد شركاء واشنطن التجاريين بالتعهد بفرض قيود ضريبية على بعض المنتجات الأمريكية الأساسية.
ورجحت الصحيفة أن يتحول ذلك الأمر إلى موجة من الاحتجاج تستهدف المنتجات الأمريكية، وهو ما تعهدت به بعض الدول، من بينها حلفاء تقليديين للولايات المتحدة.
وكان الرئيس الأمريكى دونالد ترامب قد أعلن - أمس الأول - أنه سيوقع أمرا تنفيذيا جديدا، خلال أيام، ستفرض بمقتضاه الولايات المتحدة رسوما جديدة على وارداتها من الصلب والألومنيوم، بواقع 25 % من قيمة الواردات بالنسبة للصلب، و10 % بالنسبة للألومنيوم، وهو ما سينطبق على جميع الدول التى تمد الأسواق الأمريكية بتلك المنتجات.
وردا على ذلك الإعلان الذى مثل تحولا عن السياسات التجارية الأمريكية المناهضة للحمائية، قال مسئولون فى كندا والصين والاتحاد الأوروبى إنهم سيردون بفرض تعريفات جمركية - من جانبهم - على المنتجات الأمريكية بما قد يؤدى إلى خسائر بمليارات الدولارات للصادرات الأمريكية.
وقالت (نيويورك تايمز) إن تلك الرسوم ستضر بمصالح المزارعين والشركات الأمريكية التى تعهد ترامب بحمايتها، كما من شأنها أن تشعل حربا تجارية قد تقوض الهدف الأساسى لترامب فى تقوية الصناعة الأمريكية.
ونقلت عن جون ويكس، المفاوض الكندى لاتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية (نافتا)، التى وُقّعت فى أوائل تسعينيات القرن الماضي، قوله إن إعلان ترامب يثير ردود أفعال سلبية للغاية فى كندا، مضيفا: "سيكون له بالتأكيد تأثيرا سلبيا على شراكتنا الثنائية".
من جانب آخر، أكدت الصحيفة الأمريكية أن قرار ترامب الأخير سيعقد جهوده الحالية فى التفاوض مع كندا والمكسيك لتعديل اتفاقية (نافتا)، بالإضافة إلى محاولات مراجعة اتفاق تجارى مع كوريا الجنوبية من أجل الحصول على تنازلات من الشركاء التجاريين للولايات المتحدة لمنح الشركات الأمريكية ميزات تنافسية أكبر فى الأسواق العالمية، حيث ترتبط تلك الشركات فى الوقت الحالى بالاقتصاد العالمى أكثر من أى وقت مضى، الأمر الذى يهدد مصالح تلك المؤسسات إذا لم تتمكن واشنطن وشركائها من تجاوز الخلاف الحالي.
ونوهت بأن الرئيس الأمريكى بدا - أمس - غير متأثر بردود الفعل السلبية على قراره، والذى دافع عنه فى سلسة من التدوينات التى نشرها على صفحته على موقع التواصل الاجتماعى "تويتر"، والتى قال فى إحداها إن الحروب التجارية -التى رجّح محللون وقوعها نتيجة للقرار الأخيرة - "جيدة ومن السهل الفوز بها".
وفى المقابل، رأت (نيويورك تايمز) أن الولايات المتحدة لا زالت غير متحكمة بالاقتصاد العالمى، وأن التعريفات التى يُنتظر فرضها من جانب ترامب، خلال الأيام المقبلة، قد تدفع دول أخرى إلى تحدى واشنطن فى منظمة التجارة العالمية، مؤكدة أنه إذا حكمت المنظمة ضد الولايات المتحدة فسيكون ذلك بمثابة اختبار لرغبة الإدارة الأمريكية فى اتباع قوانين التجارة العالمية.