فى الوقت الذى تسعى فيه الولايات المتحدة والصين لحماية احتياجات الأمن القومى والمصالح الاقتصادية الخاصة بكلا منهما، فإن المعركة بين القوتين الماليتين العظمتين يزداد تركيزها على مجال واحد، وهو التكنولوجيا.
وتقول صحيفة "نيويورك تايمز" إن الصدام اندلع علنا أمس، الثلاثاء، بعدما دعت الحكومة الأمريكية، لمخاوف تتعلق بأمنها القومى، إلى تحقيق كامل فى محاولة عدائية لشراء شركة كوالكوم الأمريكية المتخصصة فى نظم الاتصالات، وهى المراجعة التى غالبا ما تكون مسمار فى نعش أى صفقة لشرار شركة.
وكان الاستحواذ المقترح من شركة برودكوم، ومقرها سنغافورة، ليكون أكبر صفقة فى تاريخ التكنولوجيا، وسيخلق قوى كبرى فى تطوير رقائق الكمبيوتر التى تشغل الهواتف المحمولة والعديد من الأجهزة المرتبطة بالإنترنت. إلا أن لجنة حكومية قالت أن الاستحواذ سيضعف كوالكوم ويمنح منافسيها فى الصين ميزة. وكتب مسئول بوزارة الخزانة الأمريكية خطابا يدعو لمراجعة الاتفاق، قال فيه أن الصين ستتنافس على الأرجح من أجل ملء الفراغ الذى ستخلفه شركة كوالكوم نتيجة لهذا الاستحواذ العدائى.
وتشير نيويورك تايمز إلى أن المعركة حول التكنولوجيا تعيد تحديد قواعد الاشتباك فى عصر أصبح فيه الأمن القومى والقوة الاقتصادية مرتبطين ارتباطا وثيقا.
وأوضحت الصحيفة أن الصين، تحت حكم الرئيس شى جينج بينج، بدأت خطة طموحة للهيمنة على تكنولوجيا الموبايل والكمبيوترات المحمولة والذكاء الاصطناعى وغيرها من الصناعات المتطورة، ووضعت موارد هائلة للجهود التى تعتبر هامة لحكومة وجيش واقتصاد الصين. وتريد بكين أن يكون لديها أبطال التكنولوجيا الخاصين بها وتشجع الشركة على الحصول على الهندسة والخبرة والملكية الفكرية من كبار منافسيها فى الولايات المتحدة وأماكن أخرى.