ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية اليوم الثلاثاء، أن روسيا لديها فى لندن حاليا عدد من عملاء الاستخبارات يفوق عددهم خلال فترة الحرب الباردة، وذلك وفقا لما ذكره مسؤولون بريطانيون سابقون.
وأوضحت الصحيفة فى تقرير بثته على موقعها الإلكترونى أن هؤلاء العملاء يقومون بمهام عديدة، بما فى ذلك بناء اتصالات مع سياسيين بريطانيين، ولكن أهم وظيفة مكلفون بها هى مراقبة المئات من الشخصيات الروسية البارزة فى بريطانيا - بما يشمل أولئك الذين يقفون مع الرئيس فلاديمير بوتين وأولئك الذين يعارضونه - مشيرة إلى هؤلاء الروس بنوا حياتهم في بريطانيا حيث جذبتهم أسواقها ونظامها المصرفى.
وقالت إن حادث تسميم العميل الروسي المزدوج السابق سيرجى سكريبل وابنته الأسبوع الماضى فى لندن وضع ضغوطا كبيرة على الحكومة البريطانية للسيطرة على عملاء روسيا هناك.
ونقلت الصحيفة عن جون بايليس المسئول البريطانى المتقاعد من مقر الاتصالات الحكومية وهى وكالة المخابرات الإلكترونية البريطانية قوله: "إن السلطات البريطانية كرست في الماضي العديد من الموارد لتتبع تحركات عملاء السوفييت داخل أراضيها. ولكن مع تزايد التهديدات الإرهابية بالأعوام الأخيرة، وضعت السلطات الأولوية لمجابهتها، وأصبحت تمنح جهاز المخابرات العسكرية موارد أقل لمواجهة عمليات التوسع الاستخباراتية الروسية".
وأشارت الصحيفة إلى أن لندن أصبحت بمثابة مقر لشركات جمع المعلومات الاستخباراتية التجارية، مثل تلك التي ترأسها عميل المخابرات البريطانية السابق كريستوفر ستيل، والذي كتب ملفا حول روابط الرئيس الأمريكى دونالد ترامب مع بوتين. فيما تهتم الحكومة الروسية بهذه الجهود وتلك الموارد.
كما لفتت الصحيفة الأمريكية إلى أن سكريبل هو ثاني عميل روسي سابق يُقتل داخل الأراضي البريطانية، وذلك بعد مقتل ألكسندر ليتفينينكو عام 2006 بموجب أوامر من الكرملين، وفقا لنتائج التحقيقات البريطانية.