اعتبرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، اليوم الأربعاء، أن قرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، إقالة وزير خارجيته ريكس تيلرسون وتعيين مدير الوكالة الـ"سى أى إيه" مايك بومبيو، بدلا منه لم يكن مفاجئًا.
وذكرت الصحيفة – فى تعليق بثته على موقعها الإلكترونى - أن الرئيس الأمريكى نجح فى تقويض مصداقية ريكس تيلرسون عبر معارضته علانية بسبب كوريا الشمالية والمواجهة الدبلوماسية المحتدمة فى الخليج العربى، وقد أكدت التقارير الإعلامية استياء ترامب من دعم تيلرسون للاتفاقيات الدولية مثل الاتفاق النووى مع إيران واتفاقيات باريس المناخية، كما وقف تيلرسون ضد رغبة ترامب للانسحاب من أفغانستان، ونقل السفارة الأمريكية فى إسرائيل إلى القدس، وقد أوضح ترامب هذه الخلافات يوم أمس، بقوله، "فى حقيقة الأمر، لم نكن نفكر بنفس الطريقة".
وأوضحت الصحيفة، أن حلفاء الولايات المتحدة لا زالوا قلقين حيال إقالة تيلرسون، إذ يتشارك الكثيرون مع السيناتور الجمهورى بوب كوركر، فى وجهة نظره عندما أعلن فى أكتوبر الماضى، أن وزير الخارجية الأمريكى كان واحدا من مسئولين قلائل ساعدوا على "فصل الولايات المتحدة عن الفوضى"، وأشارت إلى أن إقالة تيلرسون جاءت بالتزامن مع تطلع مسئولين بريطانيين للحصول على دعم أمريكى ملموس بعد هجوم كيماوى روسى مزعوم استهدف جاسوسا سابقا على الأراضى البريطانية، وقد عبر تيلرسون، على خلاف الرئيس الأمريكى، عن رأيه بصراحة فى انتقاد موسكو وكان أكثر ثباتاً فى التحدث عن الالتزامات حيال حلفاء الولايات المتحدة التقليديين.
من ناحية أخرى، أقام بومبيو، المدير السابق لوكالة الـ"سى أى إيه"، علاقة وثيقة مع ترامب، حتى قال عنه الأخير "أنا وبومبيو نسير على نفس الموجة دائما"، مشيرا إلى أن "كيمياء" تربطهما معا، فيما يعتقد بعض المحللين أن الروابط التى تجمع ترامب، وبومبيو، سوف تجعل الأخير أكثر فاعلية فى أداء مهمته، غير أن هناك آخرين يتخوفون من عدة أمور، بينها حقيقة أن بومبيو يعد ضمن المنتقدين الذين لا يحبون إيران ويشجعون على نمو تيار الخوف من الإسلام داخل الولايات المتحدة "الإسلاموفوبيا".