نشر مركز الأبحاث الاستراتيجية التابع لرئاسة الجمهورية فى إيران، مقطع فيديو للباحث أمير ناظمى، يتحدث فيه عن أسباب سقوط الطائرات حول العالم، والأخطاء التى يقع فيها الطيارون وتقود فى النهاية لسقوطها ومقتل كل ركابها، الأمر الذى اعتبره مسؤولون إيرانيون فيديو سياسيا يحمل كثيرا من الكنايات والرسائل المبطنة للمرشد الأعلى الإيرانى، الذى يقود البلاد بصلاحيات واسعة للغاية.
ويظهر الباحث الإيرانى فى مقطع الفيديو الذى يبلغ 5 دقائق، وهو يتحدث عن أخطاء قائد قُمرة الطائرة المدنية بشكل يؤدى لسقوطها، وضرب مثالا على ذلك بتكرار الحوادث فى كوريا الجنوبية خلال تسعينيات القرن الماضى، إذ شهدت "سيول" وقتها حوادث سقوط طائرات أكثر من 7 أضعاف المتوسط العالمى، إلى حد أن بعض البلدان قررت منع هبوط طائراتها فى مطاراتها، وعدم السفر على متن طائرات كوريا الجنوبية، وإلغاء الاتفاقيات الملاحية معها.
کنایهی بیسابقهی مرکز بررسیهای استراتژیک ریاستجمهوری (از معدود مراکز معتبر کشور) علیه سیاستهای کلی اتخاذی رهبر جمهوری اسلامی.
خلاصهش: "سقوط نزدیکه. داری اشتباه میکنی کاپیتان"
(قسمت اول) pic.twitter.com/i1jJApNBWo
— اسامزد (@sadramsz) March 23, 2018
وأضاف الباحث الإيرانى، أنه عند قراءة الصندوق الأسود لهذه الطائرات، اكتشفوا أن أسباب السقوط لا تعود لمشكلات فنية، وإنما اختلاف لغة الحديث والثقافة بين قادة الطائرات والمساعدين، مشيرا إلى أن الدراسات التى تمت أثبتت أنه "وقت سقوط الطائرة لا يتحدث أحد بصراحة عن الأزمة، والفرق والمتخصصون ومساعدو الطائرة لا يكونون قادرين على التحدث بصراحة عن أخطاء القائد، فهم عندما يرون القائد يخطئ لا يكونون مستعدين لاستلام قيادة الطائرة منه، ويفقد الجميع حياتهم لهذا السبب البسيط".
ولفت الباحث، إلى أن الدروس المستفادة من الرواية أنه على القائد الوعى بأن القيادة عمل جماعى، والحل لإنقاذ الجميع منح حرية للمتخصصين والطيار المساعد ومهندسى الطيران، لتذكير القائد بخطئه صراحة، متابعا: "فى إحدى الرحلات، عندما نبه المساعد قائد الطائرة بأنه يخطئ، ضربه الطيار، وكان مصير هذه الطائرة السقوط"، واختتم الفيديو بالقول: "أتحدث عن السقوط، أى سقوط لا يقال فيه صراحة أنت تخطئ أيها القائد".
واعتبر عدد من الصحفيين الإيرانيين، وكثيرون من مستخدمى ونشطاء مواقع التواصل الاجتماعى، مقطع الفيديو الذى يتحدث فيه الباحث الإيرانى خطابا سياسيا يناقش قضايا داخلية حساسة، استخدم فيه الباحث رمزية موضوع سقوط الطائرات وأخطاء القادة، كناية عن المسائل السياسية فى البلاد ودور المرشد فيها، واعتبر رئيس جامعة التليفزيون والسينما الإيرانية، شهاب اسفنديارى، فى مقال له عبر موقع "فردا نيوز" الإخبارى، أن "مقطع الفيديو يسعى لإخفاء الفشل والإخفاقات وأداء الحكومة السيئ، ويرفع المسئولية عن كاهل حكومة روحانى".
وواجه حسام الدين آشنا، رئيس مركز الأبحاث الإيرانى التابع لمكتب رئاسة الجمهورية ومستشار الرئيس حسن روحانى، انتقادات لاذعة من أنصار التيار المتشدد والمحافظ، عبر صفحته على تويتر، الأمر الذى دفعه للرد على مغردين اتهموه بلعب دور العدو، والتحضير لانقلاب جديد فى البلاد، قائلا: "لا تُحل المشكلات بإخفائها عن الكبار، كل واحد منّا يلعب دور قائد قُمرة الطائرة فى مكان ما، وفى مكان آخر لدينا مسؤولية المساعد أيضا".