قبل انتخابات خاصة بالكونجرس فى بنسلفانيا الشهر الماضى، لجأ الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، الذى سخر من منافسيه فى انتخابات 2016 بوصفهم بألفاظ مثل "ماركو الصغير" و"تيد الكاذب" و"هيلارى الملتوية"، إلى تكرار فعلته فوصف مرشح الحزب الديمقراطى كونور لامب بأنه "لامب المزيف".
لكنه أظهر ميلا لإطلاق ألقاب قاسية بشكل مؤثر يستعد الديمقراطيون لأن يستخدمها ترامب حين يروج لمرشحى الحزب الجمهورى فى انتخابات الكونجرس التى من المقرر أن تجرى فى نوفمبر.
وتشمل الانتخابات جميع أعضاء مجلس النواب البالغ عددهم 435 عضوا وثلث أعضاء مجلس الشيوخ البالغ عددهم مئة عضو. ومن شأن سيطرة الديمقراطيين على أحد المجلسين أو كليهما أن تعرقل الكثير من أجندة سياسات الرئيس الجمهورى.
وبينما يعترف الديمقراطيون بأن استراتيجية إطلاق أوصاف باستخدام الألفاظ المثيرة ربما أبلت حسنا مع ترامب فى الانتخابات الرئاسية، فإنهم يصرون على أنهم لن يتورطوا فى الرد من خلال إطلاق أوصاف من جانبهم، وقال النائب كيث إليسون نائب رئيس اللجنة الوطنية للحزب الديمقراطى لرويترز "لا أعتقد أننا يجب أن نفعل أمورا كتلك".
وإليسون معتاد للغاية بشكل تام على أساليب ترامب. وفى 2016، كان مؤيدا مبكرا ومتحمسا للمرشح الديمقراطى لانتخابات الرئاسة بيرنى ساندرز أو "بيرنى المجنون" كما أسماه ترامب. وقال إليسون فى تعليق كرر ما قاله نواب ديمقراطيون آخرون "حين ينزلون بمستواهم، يجب علينا أن نرقى بمستوانا".
حتى الآن فإن إطلاق الألقاب الذى استخدمه ترامب كوسيلة تأثير سياسية قوية فى انتخابات 2016 كان له تأثيرا محدودا فى السباق بانتخابات الكونجرس. وفى حين تعرض الجمهوريان ماركو روبيو وتيد كروز والديمقراطية هيلارى كلينتون للهزيمة فى السباق الرئاسى فى 2016، فإن لامب هزم منافسه الذى يؤيده ترامب فى نتيجة هزت مؤسسة الحزب الجمهورى.
لكن استطلاعات الرأى تشير إلى أن استراتيجية إطلاق ترامب للألقاب تنجح فى العادة ومن الممكن أن تحدث ضررا سياسيا طويل الأمد. ويعد جيب بوش مثالا على هذا، فبعد أن سخر ترامب من منافسه الرئاسى مطلقا عليه "جيب بوش المنخفض الطاقة"، يبدو أن اللقب مستمر. وأظهر استطلاع لرويترز/إبسوس فى 2016 أن أكثر من ثلث الناخبين الجمهوريين يعتقدون أن بوش، الحاكم السابق لولاية فلوريدا شخصا "منخفض الطاقة".
ويقول مساعدون إن ترامب يعتقد أن سياسة إطلاق الأوصاف فعالة لأنها يمكن أن تحمل شيئا من الحقيقة ،وقال ترامب فى تجمع فى بوكا راتون بولاية فلوريدا فى أوائل 2016 "يجب عليك أن تصف الناس بطريقة معينة حين يكونون خصوما لك".
وقال مستشار سابق فى حملة ترامب طلب عدم نشر اسمه إنه فى حالة روبيو، فإن الأمر لم يكن يشير فقط إلى طوله، البالغ خمس أقدام وتسع بوصات، لكن إلى الوقت القصير نسبيا الذى قضاه فى مجلس الشيوخ، مما يشير إلى أنه ليس جاهزا كى يصبح رئيسا.
وقال إليسون إن الديمقراطيين يجب عليهم ألا يدخلوا فى حرب إهانات مع ترامب، حتى لو كان هذا لصالحهم.