رأى السفير دينيس روس، مستشار وزميل برنامج "وليام ديفيدسون" المميز فى معهد واشنطن والمساعد الخاص السابق للرئيس الأمريكى السابق باراك أوباما، أن خروج ترامب من الاتفاق النووى يعزل واشنطن وليس طهران.
وأضاف روس، فى ورقة سياسات نشرها معهد واشنطن، أنه بالرغم من أن الاتفاق النووى فرض قيوداً على برنامج طهران النووى، إلا أنه شرّع أيضاً بنية تحتية نووية إيرانية كبيرة من خلال عدم فرض قيود حقيقية على حجم البرنامج أو طابعه بعد عام 2030. وبدلاً من أن يُنهى الاتفاق سعى إيران إلى امتلاك أسلحة نووية، أرجأ متابعته. وصحيح أن الإيرانيين التزموا بعدم امتلاك أسلحة نووية أو تطويرها، لكنهم ادّعوا أيضاً أنهم لم يحاولوا ذلك أبداً، على الرغم من الأدلة الواضحة على العكس من ذلك.
ولفت روس إلى أن خروج ترامب من الاتفاق سيشكل خطرا حقيقيا فى غضون 12 عاماً عندما تنتهى بعض أحكام الاتفاق. لكن ذلك لا يعنى أن على الرئيس ترامب الانسحاب منه فى مايو المقبل.
ونوه الخبير الأمريكى المتخصص فى شؤون الأمن القومى والذى عمل فى إدارات الرؤساء الأمريكيين رونالد ريجان وجورج بوش الأب وبيل كلينتون وباراك أوباما، إلى أنه إذا انسحب، ترامب فسيكون قد انسحب بمفرده، ولن ينضم إليه الأوروبيون، خاصة بعد استعدادهم للتفاوض مع الإدارة الأمريكية وقبول عدد من التنازلات، مثل فرض عقوبات على اختبار إيران للصواريخ الباليستية، وإصدار بيان مشترك حول الحد مما يمكن لإيران أن تفعله بعد عام 2030، والاستعداد لزيادة التكاليف التى سيتحملها الإيرانيون جراء أعمالهم المزعزعة للاستقرار فى المنطقة.
وأوضح أنه حتى إذا لم يكن البريطانيون والفرنسيون والألمان على استعداد للذهاب إلى الحد الذى قد ترغب فيه الإدارة الأمريكية، فقد اعترفوا بمخاوف إدارة ترامب بشأن الاتفاق النووى وكانوا مستعدين للتعامل معها على الأقل جزئياً.
وشدد على أن الابتعاد عن الاتفاق سيؤدى إلى عزل الولايات المتحدة، وليس الإيرانيين، ولطالما كان الضغط على الإيرانيين أكثر فعالية عندما انضم آخرون إلى الولايات المتحدة، وفى الواقع، شعرت إيران بالضغط حقاً، فقط عندما قرر الاتحاد الأوروبى فرض مقاطعة على النفط الإيرانى، وبدأت الجمهورية الإسلامية بالتفاوض بعد أن أعلنت أنها لن تفعل ذلك أبداً طالما كانت خاضعة للعقوبات.