يقود ولى العهد السعودى محمد بن سلمان انفتاحا دبلوماسيا وإصلاحا اقتصاديا واجتماعيا، رغم عمره الذى لا يتجاوز 32 سنة، فهو يتبع سياسة القبضة الحديدة فى القضايا الرئيسية ويبدو "رجلا قويا"، هكذا وصفت الصحافة الإسبانية ولى عهد المملكة العربية السعودية.
وقالت صحيفة "إكونوميستا" الإسبانية، فى تقرير نشرته عبر موقعها الإلكترونى، اليوم الاثنين، إن أول ما أنجزه ولى العهد السعودى من إصلاحات هو إطلاق برنامج واسع للإصلاح الاقتصادى، فى محاولة للحد من الاعتماد على النفط رغم أن المملكة أكبر مورّد له عالميا، ومن خلال هذا البرنامج الذى أطلق عليه اسم "رؤية 2030" تجاوز محمد بن سلمان إحدى المحظورات، باقتراحه طرح أقل من 5% من مجموعة النفط العملاقة "أرامكو" فى البورصة، وتشكيل صندوق سيادى بقيمة 2000 مليار دولار، ووصفته بأنه رجل "طموح" يريد تشكيل أضخم صندوق سيادى فى العالم.
وأوضحت الصحيفة، أن السعودية تشهد بالفعل "تسونامى" تغييرات إصلاحية ينجزها الأمير الشاب، سواء على صعيد الاقتصاد وتنويع مصادر الدخل فى البلاد، أو الاجتماع المتمثل فى منح المرأة السعودية مزيدا من الحريات، إذ حصلت السعوديات على حق قيادة السيارات مؤخرا فى قرار "تاريخى" كان محمد بن سلام ملهما له، ويشهد الشهر الجارى افتتاح عدد من دور السينما، فى وقت احتفلت فيه السعوديات هذا العام باليوم الوطنى جنبا إلى جنب مع الرجال، الأمر الذى يشكل سابقة فى البلاد.
وفى بداية نوفمبر الماضى، وبعد ساعات قليلة من تشكيل لجنة لمكافحة الفساد برئاسته، تم اعتقال أكثر من 200 شخص (أمراء ووزراء ووزراء سابقين ورجال أعمال) فى حملة تطهير غير مسبوقة.
واستعرضت الصحيفة فى تقريرها سيرة الأمير محمد بن سلمان، مشيرة إلى أنه الابن الأكبر للملك الحالى سلمان بن عبد العزيز آل سعود، درس القانون فى جامعة الملك سعود، على عكس آخرين فى المنزل الملكى درسوا فى جامعات أجنبية، ولكن من اللافت للنظر أن الرجل الوحيد الذى درس فى واحدة من أكثر الدول تدينا فى الكوكب هو الآن الشخص الذى ينوى قلب التقاليد التى حكمت بلاده خلال العقود الماضية.
وبحسب الصحيفة، انخرط الأمير الشاب فى السياسة وهو فى عمر 24 سنة، إذ عمل مستشارا لوالده، ومع مرور الوقت بدأ ينمو سياسيا حتى العام 2014 الذى اختير فيه وزير دولة، وبعد عام تولى منصب وزير الدفاع، ليصبح أصغر وزير للدفاع بالبلاد، وبدأ فترته بقبضة من حديد، وكانت 2016 بمثابة لحظة مهمة للمملكة العربية السعودية، إذ تم تقديم خطة رؤية 2030 فى وقت لم يسترد فيه سعر النفط 50 دولارا للبرميل بعد الكارثة التى عانت منها فى صيف 2014، ولكن وجود "بن سلمان" كان له أثر كبير.
وأوضحت الصحيفة أن الأمير محمد بن سلمان سيزور إسبانيا الأسبوع المقبل، وسيلتقى خلال الزيارة الملك فيليبى السادس للمرة الأولى، وقد دُعى لمشاهدة مباراة ريال مدريد ويوفنتوس، كما سيجتمع برئيس الحكومة ماريانو راخوى، ومن المقرر أن يشهد لقاؤهما توقيع عدد من الاتفاقات بين البلدين.