احتضنت العاصمة الألمانية برلين ندوة متخصصة حول احتمالية نشوب حرب عالمية، وأكد المجتمعون على أن الشحن العدائى بين الولايات المتحدة وحلفائها من جانب وروسيا من جانب آخر سيتصاعد، وتطرق المجتمعون إلى الأطراف التى تعمل بدأب على اندلاع حرب بين الولايات المتحدة وروسيا.
وأكد المشاركون فى الندوة على وجود إجماع على أن الوقت قد بات متأخرا لمنع أو إحباط عدوان أمريكى واسع على سوريا.
وتطرق عدد من الخبراء الروس المشاركين فى الندوة إلى التحركات الروسية حول الأزمة سواء كان من الأفضل لموسكو تأجيل هذه الأزمة القصوى أو تسريع أحداثها، واختيار قرار الحرب أم انتظار فرضه عليها، وأجمع عدد كبير من الحضور على أن هذا سيتوقف على ما سيحدث بالمتوسط فى الأيام القليلة المقبلة.
واتفق المشاركون فى الندوة على أن النخب الحاكمة فى الغرب لن تسمح بتأجيل فرض مصالحها بالقوة، إلى مالا نهاية، وأن تأجيل التعامل مع هذه الحقيقة لا طائل من ورائه.
وقال أحد الدبلوماسيين الغربيين، إن الغرب بات محكوما بعصابة إجرامية من البلطجية، تدعمها بشكل واسع وسائل إعلام كاذبة ومنافقة بلا حدود، فى حين أن عامة الناس باتت متوحشة على نحو ميئوس منه، وأن ما يُسمى بالقيم الغربية - (أى الديمقراطية ودولة القانون ، وحقوق الإنسان ، إلخ) لم تعد منذ حرب الخليج الأولى إلا أدوات يجرى التستر خلفها لتبرير العدوان هنا وهناك، موضحا أن العراق وفنزويلا وأفغانستان وسوريا وليبيا نماذج حية على ذلك.
وأجمع المشاركون فى الندوة على أن النخبة الأمريكية لا تأخذ روسيا مأخذ الجد بما فيه الكفاية، وأن الجهود الدبلوماسية الحالية السرية المكثفة التى تبذلها روسيا خاصة تجاه المملكة المتحدة لا معنى لها، وأن روسيا ستضطر فى النهاية لاتخاذ تدابير أكثر حزما وأنه ليس هناك ما يشير إلى أن تلك التدابير ستكون دبلوماسية فقط.
وأشار خبير فى الشئون الروسية إلى أن موسكو تعتقد أن الحديث مع وزير الخارجية البريطانى بوريس جونسون كان مضيعة للوقت.
وأوضح بعض المشاركين أن أقدام "طرف ما" له مصلحة مباشرة فى تسريع وتيرة بدء الحرب بمشاركة أمريكية مباشرة بعمل عدائى كبير أو محدود تجاه إحدى أو بعض السفن التابعة للبحرية الأمريكية فى المتوسط وهذا كفيل ببدء الحرب بشكل واسع.
وشدد الحضور على أن أصحاب القرار فى الولايات المتحدة قد لا يرون بالفعل الحدود القصوى لتداعيات ما قد يحدث، أو أن يكونوا ما زالوا يراهنون على العقلانية الروسية القديمة، مشيرين إلى أن أكثر العقلاء باتوا على قناعة بأن الغرب يحكمه الآن عصابة إجرامية من البلطجية، مدعومة بوسائل إعلامية كاذبة ومنافقة، ونتيجة لذلك - أصبح عامة الناس متوحشين بشكل ميئوس منه.