أكد الدكتور الدار علاء دينوف، مفتى العاصمة الروسية رئيس الإدارة الدينية لمدينة موسكو، أن الأقليات لها خصائص لابد من معالجتها، حيث إن لكل دولة ظروف وخصائص، حيث تختلف عن أوربا وأمريكا.
وأضاف، فى تصريح خاص لـ"انفراد"، على هامش مؤتمر "المجتمعات المسلمة.. الفرص والتحديات"، الذى يقام فى العاصمة الإماراتية أبو ظبى، أن الأقلية الروسية هم مواطنون لم يأتوا من دول أخرى، لهم حقوق كاملة مثل حقوق باقى الروس.
وأشار إلى أن بعض اللاجئين والوافدين جائوا إلى روسيا، ما يشعرنا بالظروف التى تعانى منها أوروبا، مؤكدا أن التعايش هو الحل الأمثل لتكوين بيئة مناسبة وهادئة فى كل بلد، مشيرا إلى أن بعضنا المسلمين يسلك سلوكا سيئا ونناسى أننا مسلمون ولا ننظر إلى يومياتنا، ما يعكس صورة سلبية لنسياننا ديننا عندما نصل إلى بلدان أخرى.
من جانبه قال الدكتور نادييف حامد، رئيس مشاورة مسلمى الهند إن الفترة التى أعقبت نشوء القوميات أدت إلى ظهور تحديات المساواة، خاصة وقد أعطت الدولة القومية الكثير من الاهتمام للحقوق والحريات الفردية.
وتابع الدكتور نادييف حامد، خلال كلمته بفعاليات اليوم الثانى لمؤتمر العالمى الذى يعقد على مدار يومين بالعاصمة الإماراتية أبو ظبى تحت عنوان "المجتمعات المسلمة.. الفرص والتحديات"، إن المجتمعات الإسلامية تواجه الكثير من التحديات الداخلية والخارجية.
وبحسب حامد الابتكار يأتى بالمعرفة ومع المعرفة، والإسلام يشجعنا ويحثنا على ذلك، مؤكدا أن الحاجة للاندماج فى حوارات بكل المسارات، وأن نتراحم مع من يعيشون فى مجتمعاتنا.
وتابع قائلا: إن الديمقراطيات الغربية يعيش فيها المسلمون ويواجهون الإسلاموفوبيا، ولا يمكن مواجهة تلك الظاهرة إلا بتوضيح ثوابت ديننا الذى يقوم على المساواة.
وأضاف أن ظهور بعض الحركات الإرهابية مثل داعش يخيف المجتمعات غير المسلمة، ولابد من التصدى للإرهاب وتجفيف منابع تمويله.
وعلى هامش المشاركة أكد الدكتور عمرو الوردانى أمين الفتوى ومدير إدرارة التدريب بدار الإفتاء، أن مؤتمر "المجتمعات الإسلامية" له أهمية كبيرة، وأنه تأخر كثيرًا حتى يتم انعقاده، مشيرًا إلى أنه على المؤتمر الخروج بمشروعات عملية لأنه قد فات وقت الكلام، ولابد من تفعيل الأفكار وتحويلها الى خطط عملية.
وأضاف أنه لابد من الانتقال من الحديث عن فكرة الهوية إلى تأسيس ما يسمى نظرية الهوية، وأنه لابد من إعادة الاعتبار فى مفهوم النظرية فهى ليست الكلام النظرى الذى يقال عن شىء ما وإنما هى بمثابة "النظارة" التى ننظر بها إلى الأشياء، لأنة لا يمكننا تقديم مفهوم حقيقى عن الهوية دون هذه النظرية للمسلمين فى العالم.
وأوضح أمين الفتوى أنه يجب علينا تحويل القيم الإسلامية إلى مؤسسات وأن هذا لن يتم إلا بتحويل تلك القيم إلى خطط عملية، بالإضافة إلى ضرورة وضع معايير للؤسسات الدينية سواء فى الداخل والخارج، وأهم تلك المعايير يمكن اختصارها فى معاجلة "5ج" وهى الجدوى، بحيث يكون عمل يخدم بالفعل احتياجات المسلمين فى الغرب، بجانب الجدارة، والجودة، والجدية، والجمال الذى يدخل معنى الإحسان للعمل.
واختتم الوردانى تصريحاته أن لديه تخوفا من مسمى المجتمعات المسلمة، متسائلا "هل سننشئ مجتمعات داخل المجتمعات"، مؤكدًا أن هذا الأمر يحتاج إلى نقاش جاد، لافتا إلى أنه من الضرورى النقاش حول فكرة "ماذا نريد من الوجود"، سواء فى المجتمعات الغربية أو العربية وأن الوجود الإنسانى يقوم على ثلاثة أمور أولها تعبد الناس لله، والعمران وتزكية النفس.