نظم عشرات المحامين والنشطاء فى الفلبين، اليوم الثلاثاء، مظاهرات احتجاجية على عزل رئيسة المحكمة العليا فى الفلبين ماريا لوردس سيرينو، حيث حمل المتظاهرين لافتات منددة بالقرار، فيما ارتدت أحدى المحاميات ردءًا أبيض يشبه زى "سيدة العدل"، وجسدتها وهى معصوبة العينين ومطعونة بسيف فى جسدها، فيما تحمل ميزان تميل أحدى كفتيه، وذلك اسقاطًا على أن قرار العزل بمثابة قتل للعدالة فى البلاد.
وكان الناطق باسم رئيسة المحكمة العليا فى الفلبين ماريا لوردس سيرينو – وهى أول امرأة ترأس المحكمة العليا فى الفلبين فى مهنة قانونية تميزت بالاستثناء – أعلن، السبت، إنها ستتقدم بطعن ضد قرار إقالتها بعدما انخرطت فى سجال مع الرئيس رودريجو دوتيرتى، على خلفية حربه الدامية على المخدرات، وصوت زملاء سيرينو، الجمعة، لصالح إقالتها من منصبها فى قرار غير مسبوق أثار سجالا قانونيًا.
وقال الناطق باسمها كارلو كروز، فى رسالة مقتضبة لوكالة "فرانس برس"، إنها "ستتقدم بطلب لإعادة النظر فى القرار"، وكان "دوتيرتى"، دعا علنًا لإزاحة سيرينو من المحكمة العليا، واصفًا إيها بـ"العدو" إثر تراشق كلامى بشأن حربه الدامية على المخدرات واستغلاله المفترض للسلطة، وجاءت إقالة سيرينو إثر التماس قدمه كبير محامى الحكومة المعين من قبل دوتيرتى أشار فيه إلى أنها غير مؤهلة للبقاء فى منصبها واتهمها بالفشل فى تقديم بيانات عن أصولها والتزاماتها المالية خلال السنوات السابقة، وهو ما نفته بشكل قاطع، وأشار خبراء فى القانون بمن فيهم قضاة فى المحكمة العليا، إن إقالة سيرينو تعد انتهاكا للدستور الذى ينص على أنه لا يمكن إقالة قاض إلا فى حال عزله الكونجرس.
وتعد سيرينو - التى كانت حثت أنصارها على "النضال من أجل العدالة والمطالبة بالمحاسبة" - الأخيرة ضمن سلسلة شخصيات نافذة معارضة لدوتيرتى يتم استهدافها لانتقادها الرئيس، فتمت إقالة أو معاقبة أو تهديد شخصيات أخرى منتقدة لدوتيرتى بينهم السيناتورة المسجونة ليلى دو ليما، وهى رئيسة لجنة حقوق الإنسان ومدعية ضد الفساد حققت فى الاتهامات بأن لدى دوتيرتى ثروة مخفية، فيما واجه دوتيرتى انتقادات دولية واسعة لانتهاكات حقوق الإنسان لاسيما تلك المرتبطة بحملته الدامية على المخدرات التى تفيد الشرطة أنها أودت بنحو 4200 مشتبه به خلال نحو عامين، وتشير مجموعات حقوقية إلى أن العدد الفعلى أكبر بثلاث مرات.