قالت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية أن الاستيلاء على صحيفة "زمان" المعارضة فى تركيا من قبل الجهات الحكومية، هو الحلقة الأحدث فى حملة الرئيس رجب طيب أردوغان المنهجية على أعدائه وهو يسعى إلى إنشاء نظام رئاسى قوى فى بلاده. ونقلت الصحيفة عن محللين قولهم أن ما يقوم به أردوغان يعد استعراضا للقوة من جانبه، وليس مؤشر ضعف.
وأشارت الصحيفة إلى اقتحام مقر صحيفة زمان، أكبر الصحف التركية المعارضة، يوم الجمعة الماضى، وطرد رئيس تحريرها ثم تفرقة مئات المحتجين الذين طالبوا بحرية الصحافة برشاشات المياه والغاز المسيل للدموع فى اليوم التالى. وعندما خرج العدد الجديد من زمان يوم الأحد، تحولت الصحيفة المعارضة لأخرى موالية للحكومة ونشرت فى صفتها الأولى صورة لأردوغان يبتسم خلال احتفال.
وتقول الصحيفة أن المهتمين بشئون الإعلام وحقوق الإنسان يرون أن إغلاق زمان والمجموعة الإعلامية الأكبر المنتمية لها والمرتبطة بأبرز معارضة أردوغان، فتح الله جولن، المقيم بالولايات المتحدة، هى الحلقة الأحدث فى سلسلة من الانتكاسات الأخيرة لحرية الصحافة فى تركيا. لكن المحللين السياسيين المتابعين لمشروع أردوغان بعيد المدى لإنشاء نظام رئاسى قوى فى البلاد، يؤكدون أن الاستيلاء على زمان هو الحلقة الأحدث فى حملة أردوغان المنهجية على معارضيه ومعارضى حزبه العدالة والتنمية الذى يحكم تركيا منذ عام 2002.
وجاءت خطوة الاستيلاء على زمان حتى برغم إعراب عدد من كبار مسئولى العدالة والتنمية عن مخاوفهم من أفعال أردوغان.
ونقلت الصحيفة عن إحسان داجى، الأستاذ بجامعة الشرق الأوسط التكنولوجية فى أنقرة قوله، أن الرئيس أردوغان يعلم أنه عندما يقوم بالهجوم، يستطيع أن يحشد الدعم على مستوى الناخبين المحافظين لحزبه، لذلك قام بالهجوم على صحيفة زمان.
واعتبر داجى أن ما قام به أردوغان استعراض للقوة، وليس تعبيرا عن ضعف. فهو يعتقد أنه لو بدا ضعيفا، ولو رأى الناس أن هناك بعض الآراء المعارضة التى تظهر، فإن يتوقع أنه ربما لن يكون فى وضع السيطرة لو بدأت العملية، لذلك فهو يريد أن يوقفها.
وتحدثت الصحيفة عن حركة جولين، التى يصفها بعض مسئولى العدالة والتنمية بأنها العدو الأول للرأى العام، ويرون أنها تعادل القاعدة بالنسبة لأمريكا. ويقول مصطفى أكيلوا الكاتب الصحفى بصحيفة حرييت التركية، أن الأمر يبدو وكان أردوغان يصادر كل ما يخص حركة جولين واحدا تلو الآخر.
وكانت مجموعة إعلامية أخرى مشابهة لصحيفة زمان قد وضعت تحت إدارة مختلفة لتتحول إلى نشر أخبار موالية للحكومة. ويشير أيكول أن هناك عناصر انتقام ضد جولين فى حملة أردوغان، لكن هناك أيضا إحساسا بأن شبكة جولين تمثل تهديدا حقيقيا لقيادته.