فى مدينة مبانداكا بشمال غرب جمهورية الكونغو الديمقراطية لم يعد مبومبو روجى يصافح أصدقاءه بعد تفشى الإيبولا.
فقد انحنى روجى لتحية مجموعة من أصدقائه عندما قابلهم بعد ظهر أمس السبت ملتزما بإحدى نصائح مسؤولى الصحة منذ أن صار تفشى الفيروس القاتل فى المدينة التى يبلغ عدد سكانها 1.5 مليون نسمة أمرا مؤكدا.
ومن المعتقد أن تفشى الأيبولا للمرة التاسعة فى الكونجو وراء وفاة 25 شخصا منذ أبريل. واكتشف مرض الإيبولا فى البلاد أول مرة فى السبعينيات.
ويتضاءل أثر هذا التفشى أمام ما وقع فى الفترة بين عامى 2013 و2016 حين تسبب وباء الإيبولا فى مقتل ما يزيد على 11300 فى غينيا وليبيريا وسيراليون.
وتأكد اكتشاف أول حالة فى مبانداكا يوم الخميس الماضى وهو ما أثار مخاوف من احتمال تفشى الفيروس بوتيرة أسرع مقارنة بالمناطق الريفية التى ظهر الفيروس فيها أولا، ومنذ يوم الخميس تأكدت ثلاث حالات جديدة فى مبانداكا.
وباستثناء بعض الخوف لا يبدو أن اكتشاف الإيبولا فى المدينة أحدث أثرا كبيرا. وفى مطار صغير محلى وقف مفتشو الصحة لفحص درجات حرارة الركاب القادمين إلى البلاد. وتوجهت وكالات إغاثة محلية إلى الكنائس والمدارس لتوعية الناس بمخاطر الإيبولا.
ووضعت بعض الشركات أمام أبوابها أجهزة تطهير الأيدى ليستخدمها الناس قبل دخولهم إليها. وقال تجار إن مبيعات اللحوم فى الأسواق المطلة على نهر الكونجو شهدت انخفاضا ملحوظا نتيجة الخوف من تناول لحوم مصابة ربما تنقل العدوى إليهم، ومع ذلك لم يقتنع الجميع بمخاطر الإيبولا فقد قال أحد السكان إنه يمكن الشفاء منها بالصلاة.
لكن الحذر العام من الإصابة يشكل مناخا مشجعا لعمل مسؤولى الصحة الذين ما زالوا يتذكرون ما أحدثه عدم الثقة بالأطباء والممرضين والسلطات ووكالات الإغاثة الغربية خلال فترة انتشار الوباء بين عامى 2013 و2016.