قالت صحيفة "واشنطن بوست" أن رئيس الوزراء الكندى جاستن ترودو أعلن فى وقت سابق هذا الشهر أمام البرلمان فى بلاده، أنه سيقدم اعتذارا رسميا نيابة عن كل الكنديين عن حدث لم يكن أى كندى على وجه الحياة الآن مسئولا عنه.
ففى مايو 1939، وقبل أربعة أشهر من اندلاع الحرب فى أوروبا، رفضت كندا استقبال سفينة قادمة من ألمانيا تحمل 900 مهاجر يهودى، وسارت عدة دول أخرى على دربها، فاضطرت السفينة للعودة إلى أوروبا مرة أخرى ، ومات ما يقدر بـ 254 من ركابها فى الهولوكوست.
وقال ترودو أمام البرلمان : "خذلنا ليس فقط هؤلاء الركاب ولكن أحفادهم ومجتمعهم"، مضيفا أنه يأمل أن هذا الاعتذار الذى لم يتم تحديد موعد له بعد سيلزم الكنديون بالاعتراف بهذه الحقيقة الصعبة، والتعلم من هذه القصة ومواصلة القتال ضد المعاداة للسامية كل يوم.
وسيمثل هذا الاعتذار الرسمى الخامس الذى تقدمه الحكومة الكندية على مظالم سبق أن قامت بها منذ تولى ترودو الحكم فى عام 2015، وقد أثار هذا جدلا وتساؤلا حول ما إذا كان رئيس الوزراء يقول "آسف" أكثر من اللازم".
وكان أول اعتذار لترودو عن مظلمة بعد ستة أشهر من توليه الحكم، فى مايو 2016، حيث اعتذر عن حادث عا 1914 رضت فيه الحكومة الكندية استقبال سفينة تحمل سيخ من الهند، وبعدها اعتذر عن انتهاكات وقعت فى مدارس داخلية فى نيوفاوندلاند ولابرادور، وعن سماح الحكومة بالتمييز ضد المثليين والمحولين جنسيا، وعن إعدام ستة من زعماء القبائل فى كولومبيا البريطانية بعد اتهامهم بالسعى إلى وقف توغل المستوطنين فى أراضيهم التقليدية.