تواجه إيطاليا الآن خطر السقوط والانهيار، بعد الارتباك والفوضى السياسية التى تمر بها منذ انتخابات 4 مارس التى جعلتها فى أزمة مؤسسية خطيرة، وأعطى الحزبان الشعبيان حركة النجوم الخمسة (M5E) ورابطة الشمال، نوعا من الإنذار لرئيس الجمهورية سيرجيو ماتاريلّا من تولى الاقتصادى باولو سوبونا 82 عاما، وزير الخزانة فى الحكومة الجديدة، أو لا يوجد أى اتفاق وعودة البلاد إلى الانتخابات فى الخريف المقبل.
ولكن السؤال هنا هل الحكومة الجديدة تتسبب فى إثارة أزمة مع أوروبا وما هى العواقب المترتبة على ذلك؟، ووفقا لتقرير نشرته صحيفة "إيه بى سى" الإسبانية على موقعها الإلكترونى اليوم الأحد، فأنه فى الوقت التى تشعر فيه إيطاليا بقليل من التوتر، حيث أن نسبة عائدات سندات الحكومة الإيطالية لأجل 30 عاما أعلى من المستويات الألمانية بواقع 220 نقطة أساس، مع نسبة عائدات بلغت 3.4%، وهذا أقل بكثير من مستويات الذروة التى وصلت إلى 467 نقطة أساس مع عائدات عند 7.7 % عام 2011، ومع الأسف يمكن أن تسوء الأوضاع أكثر.
ولهذه الأسباب فأن إيطاليا ترغب فى تغيير سوبونا وزير الخزانة، إلا أن أوروبا ترتجف منه لأنه من أشد المعارضين لاستمرار إيطاليا فى منطقة اليورو.
وأشارت الصحيفة إلى أن المشكلة الأكبر التى تواجه إيطاليا هى الدين العام الذى أصبح الآن يمثل 132% من الناتج المحلى، واستهزأ الشعبويون من الرسائل المبعوثة من المصارف الأوروبية.
وترى الصحيفة أن المشكلة الرئيسية التى تواجه إيطاليا الآن هو لعب الشعبويين بالنار، خاصة وأن الإيطاليين أصبحوا فقراء فقط فى الأسابيع الثلاثة الماضية، ويمكن قياس الخسائر فى المدخرات بما يقرب من 2000 يورو لكل إيطالى.
وفقا للمجلس الأوروبى للعلاقات الخارجية، باستثناء اليونان، حس "التلاحم" بين الأفراد والاتحاد الأوروبى فى أى دولة عضو فى الاتحاد لم ينخفض بشكل حاد مثلما انخفض فى إيطاليا بين عامى 2007 و2017. مع حلول العام الأخير تراجعت بحسب ذلك المعيار إلى المرتبة الـ23 بين البلدان الأعضاء الـ 28.
وأضافت الصحيفة أنكثير من الإيطاليين يشعرون بأنهم شبه منفصلين عن الاتحاد الأوروبى، ويشعرون أيضا بازدراء للمؤسسة السياسية الإيطالية، ولهذا السبب حظيت حكومة الشعبويين اليساريين واليمينيين غير المتماسكة فكريا بالسلطة اليساريون أقوى فى الجنوب، واليمنيون أقوى فى الشمال - وهو انقسام تفسره الاختلافات الاقتصادية الإقليمية الحادة.
وأوضحت أنالبرنامج المشترك من حركة خمس نجوم وحزب رابطة الشمال، يحوى ما يكفى لإثارة صراع مع الاتحاد الأوروبى ومنطقة اليورو ارتفاعا فى الإنفاق وانخفاضا فى الضرائب، واعتداءات على القواعد النقدية والمالية العامة فى منطقة اليورو.
ودق وزيرالمالية الفرنسى برونو لو مير ناقوس الخطر منذ فترة. ورد عليه ماتيو سالفينى الزعيم المتشدد لرابطة بسرعة قائلا: "أنا لا أطلب أصواتا انتخابية لمواصلة مسار الفقر وعدم الاستقرار والهجرة: الإيطاليون أولا".