تعتزم الحكومة الاشتراكية الجديدة فى إسبانيا إزالة آثار قبر الديكتاتور السابق، فرانسيسكو فرانكو، من ضريح، بالقرب من العاصمة مدريد، وتحويل المكان إلى "رمز للمصالحة"، وقال رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانتشيز فى مقابلة مع قناة "تى فى أى" الإسبانية أن "إسبانيا لا تستطيع السماح لرموز تفصل الإسبان، وأضاف أنه يريد تحويل وادى الفلورن إلى نصب تذكارى لمحاربة الفاشية".
ووفقا لصحيفة "الديباتى" الإسبانية فإن قرار سانتشيز بنقل رفات فرانكو ستكون خطوة لكسب ثقة الإسبان، خاصة وأن رئيس الحكومة الإسبانية السابق ماريانو راخوى كان أدان كثيرا نظام فرانكو، ولكن فى نفس الوق كان يعيق المحاولات لاخراج رفاته، ويرى الحزب الشعبى أن اولئك الذين يقومون بحملة لحفر قبور جماعية فى واد الفلورن وفى اجزاء آخرى من البلاد يعيدون فتح فصل مؤلم من التاريخ الإسبانى.
وكان الزعيم الاشتراكى سانتشيز قدم هذا الاقتراح خلال اول مقابلة له منذ توليه منصبه فى بداية الشهر ملقيا اللوم على راخوى الذى لم يستطيع نقل رفات الديكتاتور فرانكو وهذا ما جعله يفقد ثقة الشعب الاسبانى وادى فى النهاية إلى الاطاحة به.
وأشارت الصحيفة إلى أن أكثر من 33 ألف شخص ماتوا خلال الحرب الأهلية الإسبانية (1936-1939) إلى جوار رفات فرانكو فى الضريح الكلاسيكى الجديد الواقع شمال غرب مدريد.
وقال سانتشيز فى المقابلة "انها ليست مسألة فتح جروح ..بل على العكس أنها تغلق الجروح".
وأكد كارمن كالفو، نائب رئيس الحكومة، وجود اتفاق فى البرلمان على نقل الضريح، مشيرا إلى أن الحكومة تبحث عن طريقة لتطبيق الاتفاق.
وحكم فرانكو إسبانيا بقبضة من حديد منذ نهاية الحرب الأهلية (1936-1939) حتى وفاته عام 1975، ودفن فى كنيسة أطلق عليها لاحقا مقبرة "وادى الشهداء" على بعد 50 كيلومترا شمال غربى مدريد.
وقال المتحدث باسم الحزب الاشتراكى أوسكار بوينتى، أن الهدف من نقل القبر هو تحويل الموقع إلى "مكان للمصالحة، وذاكرة لكل الإسبان، وليس الاعتذار عن الديكتاتورية".
وقد وصل الجنرال فرانكو للسلطة فى 1936، حين قام بانقلاب عسكرى ضد الديمقراطيين والاشتراكيين، مما أدى إلى نشوب حرب أهلية استمرت حتى 1939، وانتهت بانتصار فرانكو الذى حظى بدعم هتلر وموسيليني.
وكانت مؤسسة فرانكو فرانكو التى تتلقى تمويلا من الدولة فى عهد حكم الحزب الشعبى، اكدت أنها ستقاتل فى المحكمة ضد أى محاولات لإخراج رفات فرانكو، ودعت بالتماس ضد خطط سانتشيز على الانترنت الأحد الماضى وحصل على 24 الف توقيع.