اعتقلت الشرطة الكازاخستانية، السبت، عشرات المشاركين فى تظاهرة للمعارضة فى ألماتى، كبرى مدن البلاد، تلبية لدعوة وجهها من المنفى مختار أبليازوف، أبرز خصوم الرئيس نور سلطان نزارباييف.
وشاهد مراسل وكالة "فرانس برس"، عناصر من الشرطة بلباس مدنى أسود وبالزى الرسمى يعتقلون 30 متظاهرا على الأقل، بعضهم مسنون، ويضعونهم فى حافلات الشرطة فى العاصمة السابقة الماتى لدى تجمعهم للمشاركة فى تظاهرة.
وتأتى التظاهرة النادرة للمعارضة للمطالبة بإصلاح النظام التعليمى، تلبية لدعوة وجهها مختار أبليازوف (77 عاما) أبرز خصوم الرئيس نزارباييف، ويحكم نزارباييف قبضته على باكستان منذ قرابة 3 عقود، وفى وقت سابق من العام الجارى، أصدرت محكمة كازاخستانية قرارا باعتبار حزب أبليازوف "الخيار الديمقراطى" منظمة متطرفة.
وتأتى محاولات المعارضة تنظيم تظاهرات فى وقت تسود تكهنات بأن رئيس البلاد الغنية بالنفط والواقعة فى وسط آسيا لن يخوض السباق الرئاسى بعد انتهاء ولايته فى 2020، وأعلن رئيس "مكتب كازاخستان الدولى لحقوق الإنسان" يفجينى جفوتيس لوكالة "فرانس برس"، إن "غالبية الذين اعتقلوا اطلق سراحهم" ولم يوجه إليهم أى اتهام.
وأضاف جفوتيس، "لكن بعضهم لا يزال فى مراكز الشرطة"، مشيرا إلى أن زميلا له اعتُقل ومن ثم اطلق سراحه، وقال جفوتيس إن العدد الاجمالى للمعتقلين فى الماتى بلغ "نحو 50" شخصا، فيما تعذر على مراسل فرانس برس، فى أستانة، تأكيد تقارير اعلامية افادت بحصول اعتقالات خلال تظاهرات كانت مقررة فى العاصمة.
ورفضت النيابة العامة ووزارة الشؤون الداخلية التعليق ردا على سؤال فرانس برس، حول التقارير بحصول اعتقالات فى استانة، فيما قال صحفى فى مدينة اورالسك فى شمال غرب البلاد لـ"فرانس برس"، إن 4 زملاء له فى صحيفة "اورالسك ويك"، الأوسع انتشارا فى المدينة، كما ومراسلا لمحطة "راديو فرى يوروب" اعتقلوا خلال محاولتهم تغطية تظاهرة، انتهى الأمر بعدم حصولها.
وقال الصحفى فى "اورالسك ويك" راوول يوبوروف لـ"فرانس برس"، إن الصحفيين تم اقتيادهم رسميا إلى مركز الشرطة لاستجوابهم كشهود فى قضية اخرى، غير ذات صلة، وأطلق سراح صحفى "راديو فرى يوروب" لاحقًا مع 3 من صحفيى "اورالسك ويك".
وتحظر السلطات التظاهرات السياسية وتعتبرها مخالفة للقانون ما لم تنل ترخيصا رسميا، وهو ما تعتبره المنظمات الحقوقية قانونا يهدف الى قمع المجتمع المدنى، والعام الماضى أدين أبليازوف، الذى يعتقد انه مقيم فى فرنسا، باختلاس مليارات الدولارات من مصرف "بى تى أيه"، أحد أكبر المصارف الكازاخستانية سابقا، فى قضية تعود الى 2009، العام الذى غادر فيه البلاد.
وحُكم عليه غيابيا بالحبس 20 عاما، لكن أبليازوف ينفى التهم الموجهة إليه، ووعد أبليازوف بإطاحة الحكومة الكازاخستانية "فى غضون 3 سنوات" بعدما رفضت فرنسا فى ديسمبر ترحيله الى روسيا من اجل محاكمته فى قضية فساد اخرى مرتبطة بمصرف "بى تى ايه" تعود للعام 2016.