أدلى الناخبون فى تركيا بأصواتهم، اليوم الأحد، فى انتخابات رئاسية وبرلمانية تمثل أكبر تحد للرئيس رجب طيب أردوغان، وحزبه العدالة والتنمية، منذ وصوله للسلطة قبل أكثر من عشر سنوات ونصف.
وخلال الساعات الأولى من فتح صناديق الاقتراع أمام المصوتين، أدلى بأصواتهم كل من كمال كيلكدار أوغلو، زعيم حزب الشعب الجمهورى المعارض الرئيسى، ومحرم إنجيه المرشح الرئاسى لحزب الشعب الجمهورى المعارض الرئيسى، وميرال آكسنر رئيسة حزب "ايى" والمرشحة الرئاسية، وباساك ديميرتاس، زوجة صلاح الدين دمرداش، المسجون السابق والمرشح الرئاسى لأكبر حزب سياسى قوى مؤيد للأكراد فى تركيا.
ويعد أردوغان أكثر الزعماء إثارة للخلاف أيضًا فى تاريخ تركيا الحديث، وقام بتقديم موعد الانتخابات التى كانت ستجرى أصلا فى نوفمبر 2019، قائلا إن السلطات الجديدة ستجعله يتمكن بشكل أفضل من معالجة المشكلات الاقتصادية المتزايدة لتركيا بعد أن فقدت الليرة 20% من قيمتها أمام الدولار هذا العام ومواجهة المتمردين الأكراد فى جنوب شرق تركيا والعراق وسوريا المجاورين، ولكنه لم يضع فى حسبانه محرم إنجيه مرشح الرئاسة عن حزب الشعب الجمهورى العلمانى، والذى شحذ أداؤه القوى خلال الحملة الانتخابية همم المعارضة التركية المقسمة والتى تعانى منذ فترة طويلة من انحطاط معنوياتها.
ووعد إنجيه خلال كلمة أمام حشد فى اسطنبول، السبت، حضره ما لا يقل عن مليون شخص وربما أكثر، بإنهاء ما يصفه هو وأحزاب المعارضة توجه تركيا نحو الحكم الاستبدادى فى ظل أردوغان، وقال "لو فاز أردوغان سيستمر التنصت على هواتفكم، وسيستمر الخوف سائدا، إذا نجح أنجيه ستكون المحاكم مستقلة"، وأضاف إنه سيرفع حالة الطوارئ السائدة فى تركيا فى غضون 48 ساعة من انتخابه.
وبدأ التصويت فى الساعة الثامنة صباحا، وينتهى فى الخامسة مساء، ويبلغ عدد من يحق لهم التصويت نحو 60 مليون شخص من إجمالى عدد سكان تركيا الذى يبلغ 81 مليون نسمة، وتظهر استطلاعات الرأى أن أردوغان لن يتمكن من تحقيق الفوز فى الجولة الأولى من انتخابات الرئاسة، ومن بين المرشحين الآخرين للرئاسة صلاح الدين دمرداش زعيم حزب الشعوب الديمقراطى المؤيد للأكراد المسجون حاليًا بتهم تتعلق بالإرهاب والتى ينفيها.