أصبح الوضع الاقتصادى المتردى فى إيران على وشك الانفجار بعد أن تهاوى سعر العملة، وسط استياء شعبى وتظاهرات فى العاصمة ودعوات السياسيين للرئيس الإيرانى بالتنحى قبل أن يفوت الأوان.
وتهاوت من جديد العملة الإيرانية (التومان) إلى مستوى قياسى منخفض جديد مقابل الدولار الأمريكى، اليوم الأحد، مواصلا خسائره وسط مخاوف من عودة العقوبات الأمريكية بعد أن انسحب الرئيس دونالد ترامب فى مايو من اتفاق بشأن البرامج النووى لطهران.
ووصل سعر الدولار اليوم ٨ آلاف و٧٠٠ تومان، وبحسب وكالة أنباء ايسنا الإيرانية ارتفع الدولار بعد أن كان الأسبوع الماضى حوالى ٧ آلاف و٤٠٠ تومان.
وأدى إقبال الإيرانيين على شراء العملة الأجنبية بسبب تردى الوصع الاقتصادى ومخاوفهم من انهيار أكبر للعملة الإيرانية بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووى، وتجدد العقوبات الأمريكية على طهران، إلى تراجع العملة المحلية وفقدانها نحو أكثر من ٦٠٪ من قيمتها.
وكانت قد أعلنت السلطات الإيرانية فى أبريل الماضى توحيد سعرى صرف الدولار بالسوقين الرسمية والسوداء عند ٤ آلاف و٢٠٠ تومان مع حظر التداول بأى سعر آخر، ومعاقبة من يخالف ذلك بالحبس، إجراء أثبت عدم جدواه مع عودة ارتفاع سعر العملة الأجنبية مجددا.
وفى السياق نفسه، حذرت صحيفة "جهان صنعت"، الاقتصادية الإيرانیة الصادة اليوم الأحد، من انفجار الوضع الاقتصادى وتحت عنوان "اقتصاد إيران على اعتاب الانفجار"، كشفت الصحيفة فى تقريرها عن ارتفاع نسبة التضخم إلى رقمين مجددا.
وقال التقرير، إنه فى الوقت الذى يغض فيه مسئولى البلاد الطرف عن الحقائق مستندين فى ذلك إلى نسبة التضخم ذات الرقم الواحد، ومعتبرين أن وسائل الإعلام عامل من عوامل عدم استقرار سوق العملة، فقد غير التضخم طريقه ودخل فى نفق الرقمين، وتخطت قيمة الدولار حاجز الـ 7 آلاف تومان.
ولفت التقرير، إلى أن ارتفاع قيمة الدولار غير المسبوقة أثر بشكل مباشر على معدل التضخم، مشيرة إلى أن منحنى صعود التضخم فى الشهر الثالث من العام الإيرانى الجارى (الذى بدأ فى 21 مارس) بات غير مسبوق مقارنة بالخمس سنوات الأخيرة.
وارتفعت أسعار السلع والسيارات بشكل جنونى مؤخرا فى إيران، ولفت التقرير إلى أن حكومة روحانى دائما تنكر هذا الارتفاع مشيرة إلى أن ارتفاع قيمة السلع دليل على ارتفاع التضخم.
وبینما لم یشیر التقرير إلى معدل التضخم، قالت تقارير إيرانية أن معدل التضخم تخطى حاجز الـ ١٠٪، واشارت تقارير إلى قيام تظاهرات فى البازار احتجاجا على انخفاض سعر العملة.
ودعا نشطاء سياسيين الرئيس الإيرانى حسن روحانى بتغيير فريقه الاقتصادى بسبب ضعف أدائه السنوات الماضية وتدهور الأوضاع الاقتصادية، بينما يبحث البرلمان غدا إجراءات انخفاض سعر العملة وهدد نواب باستجواب الرئيس الأسبوع المقبل فى البرلمان، ما لم يتدخل ويعلن عن حزمة إجراءات من شأنها إنعاش الوضع الاقتصادى المتردى.
من جانبه نادى السياسى الإيرانى حسين موسويان بتنحى روحانى عن الحكم وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة قبل انفجار الوضع، معتبرا أن مصالح البلاد والاقتصاد وقع ضحية لصراع الأجنحة والتيارات السياسية فى بلاده، مؤكدا أن استمرار الوضع الاقتصادى على هذا الوضع لعامين آخرين سيكلف البلاد الكثير.