قال الخبير فى شئون الجماعات المتطرفة عمر بدر الدين، إن إلقاء الأمن الفرنسى القبض على مجموعة من المتهمين بالتخطيط لتنفيذ هجمات ضد المسلمين، من الممكن أن ينقل مفهوم الإرهاب فى العالم لمرحلة جديدة.
وأوضح بدر الدين، فى تصريحات خاصة لوكالة "سبوتنيك" الروسية، اليوم الثلاثاء، أن ما حدث يمكن استغلاله لتصحيح كثير من المفاهيم المرتبطة بشكل الإرهاب، لدى كثير من مواطنى دول العالم، وبالتالى تصحيح مسار مقاومة الإرهاب، لتصبح الحرب ضد التطرف أيا كان شكله، بدلا من حصر الإرهاب فى صورة المسلم ذو الجلباب واللحية.
وأضاف الخبير فى شئون الجماعات المتطرفة، أن خطورة المجموعة التى ألقت قوات الأمن الفرنسية القبض عليها، تكمن فى تحول شكل الخلاف والاختلاف إلى هذا الشكل المسلح، أى أنه بدلا من مقاومة الفكر بالفكر، حيث نجد من يحاربون الفكر، حتى وإن كان متطرفا بالقوة المسلحة، وهو ما قد يؤدى إلى حرب خفية، بين دين وآخر، وكل طرف يعتقد أنه يحارب التطرف.
وتابع "إذا قامت مجموعة من المتطرفين المتحيزين لتيار أو توجه أو دين أو مذهب سياسى معين، بتأسيس فرقة أو تنظيم الهدف منه شن هجمات على المختلفين معها فكريا، سنجد خلال سنوات قليلة المئات من هذه التنظيمات تضرب بعضها البعض، ليتكرر مشهد تنظيم داعش الإرهابى وجبهة النصرة فى سوريا، اللذان يواجهان بعضهما البعض بالسلاح".
ولفت بدر الدين إلى ضرورة استغلال هذا الأمر، من جانب منظمة الأمم المتحدة، لتصحيح مفهوم وشكل وصورة الإرهابى لدى مواطنى دول العالم، ليدرك الجميع كيف يتعاملون مع هذا النموذج من الفكر المتطرف، ولتمييز نبرة التطرف سواء من المسلم أو المسيحى أو اليهودى، ليعرف الجميع كيف يتصدوا لها ويحاربوها.
وأكد الخبير فى شئون الجماعات، أن هذه الطريقة هى الأمثل لمحاربة الإرهاب والفكر المتطرف فى العالم كله، حيث أن تدريس طرق التصدى للتطرف تعتبر نوعا من الوقاية، وتكون من خلال تفنيد هذه الأفكار، وفى الوقت نفسه تشجيع نشر مفاهيم التسامح والسلام، لخلق أجيال جديدة لا تستطيع الأفكار المتطرفة أن تصل إليها.
وألقت قوات مكافحة الإرهاب الفرنسية القبض على 10 أشخاص ينتمون إلى جماعات يمينية متطرفة. ونقلت وكالة "فرانس برس"، عن مصدر فى هيئة التحقيق، أن "هؤلاء الأشخاص يشتبه بتخطيطهم لشن هجمات على المسلمين".
وذكر المصدر أن "خطة الاعتداء على المسلمين كانت فى مرحلة التخطيط فقط"، فيما أشار مصدر آخر، إلى أن المعتقلين كانوا يخططون لمهاجمة الأشخاص، الذين يعتقدون بأنهم يحملون "وجهات نظر متطرفة"، مشيرا إلى أن عمليات إلقاء القبض تمت فى مناطق متفرقة من البلاد، وخصوصا فى جزيرة كورسيكا فى البحر المتوسط.