وضعت استراتيجية الدفاع الأمريكية 2025 - 2040 نصب أعينها ما قد يطرأ على طبيعة المواجهات العسكرية آنذاك ومتطلبات الاستعداد العسكرى الأمريكى لذلك.
وترى الاستراتيجية الأمريكية، التى صدرت عن البنتاجون مؤخرا، أن حروب العام 2030 ستكون حروبا شاملة ومتكاملة لتشمل الأعمال البرية والبحرية والجوية والحروب الرقمية والسيبرانية فى وقت واحد بالإضافة إلى حروب الفضاء، كما أنها قد تكون إما حروبا مباشرة أو حروبا بالوكالة وقد تتم فى أوقات تحسب ظاهريا على أنها أوقات لا سلم ولا حرب.
ولمواجهة هذا الشكل الجديد من العدائيات يرى قسم التخطيط فى وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" أن الأمر يستلزم شكلا جديدا للجيوش يختلف عن الشكل التقليدى إذ يتعين على القوات الأمريكية أن تكون فى غاية السرعة والقدرة على الانتشار والحركة والمناورة وأن تعتمد على الوحدات القليلة عددا والكثيفة نيرانا ولا تقل قدرتها على إلحاق الدمار بالقوات المعادية عن قدرة التشكيلات الكثيفة العدد التى يتم الاعتماد عليها حاليا وهو ما تضمنته مذكرة حول عقيدة التدريب العسكرى للقوات الأمريكية فى المنظور القادم بدءا من العام 2025 وحتى العام 2040.
ومن أبرز ما تضمنته المذكرة وضع مكافحة الإرهاب على رأس مقررات وخطط التدريب القتالى الأمريكية خلال الفترة القادمة بما فى ذلك مواجهة العصابات المسلحة غير النظامية والجماعات الإرهابية على أن يتم ذلك وفق منظور "الضربات العملياتية النشطة" وليس وفق منظور "الصراع المسلح "، ورأت المذكرة أن الصراع على شبه جزيرة كرايميرا الأوكرانية فى العام 2004 هو أبرز مثال على طبيعة هذا النوع من المواجهات.
ويعتبر مخططو الدفاع وواضعو استراتيجياته المستقبلية فى البنتاجون أن هناك تحديات رئيسية تواجه عمل القوات الأمريكية فى مناطق العالم وربما تنتقص من قدرات التفوق الأمريكية فيها وفى مقدمتها اتساع دائرة التكنولوجيا العسكرية وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات واستطاعة الجماعات المسلحة الحصول عليها بأسعار رخيصة وهو ما يحتم على الولايات المتحدة تعزيز تفوقها فى تلك المجالات.
كذلك لن تكون حروب الأعوام القادمة حروب فر وكر وميادين مواجهة مفتوحة فى الصحارى والبرارى مثلما كان الحال فى حروب الماضى بل ستكون الحروب القادمة أقرب على حروب المدن والمناطق المأهولة بالسكان والمناطق الحضرية أخذا فى الاعتبار أن 60% من سكان العالم سيكونون من سكان المدن بحلول العام 2030، كما سيرتفع عدد مدن العالم الكبرى التى يزيد عدد قاطنيها على 10 ملايين نسمة بصورة كبيرة بحلول هذا التاريخ وهو ما يحتم على القوات الأمريكية تدريبا أكبر على خوض حروب العصابات وقتال المدن.