يواجه الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون أخطر أزمة سياسية منذ انتخابه فى مايو 2017، بسبب صمتة الذى لم يخرج منه لشرح موقفه بشأن قضية معاونه "ألكسندر بينالا" الذى انتحل صفة الشرطة ومارس أعمال عنف، حيث كشفت مقاطع فيديو، لـ"ألكسندر" وهو يضرب متظاهرين يوم عيد العمل، ويضع شارة الشرطة فى حين أنه كان يرافق قوات الأمن بصفة مراقب لا غير.
وفى "س و ج" نستعرض بعض التفاصيل عن "ألكسندر بينالا" وموقف الرئيس الفرنسى والمعارضة من قضيته
س: من هو ألكسندر بينالا؟
ج: ألكسندر بينالا، مساعد مدير مكتب الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، ويبلغ من العمر 26 عاما حسب ما تناقلت وسائل الإعلام الفرنسية، ولد فى حى مادلين بمدينة إيفرو الواقعة بمنطقة النورماندى، شمال فرنسا، وكان طالب حقوق بباريس قبل أن يتحول إلى عالم الأمن وحراسة الشخصيات.
س: متى بدأ يمارس عمله؟
ج: بدأ بينالا يمارس مهنته بين عامى 2009 و2010 فى الحزب الاشتراكى، حسب موقع مجلة "لونوفيل أوبس"، وحصل على أول منصب رسمى فى عام 2011 خلال حملة الانتخابات التمهيدية للحزب، إذ أصبح مكلف أمن مارتين أوبرى، والتى كانت آنذاك إحدى الشخصيات اليسارية لنيل ترشح حزبها للانتخابات الرئاسية 2012.
س: ما علاقته بالرئيس الفرنسى السابق فرانسوا هولاند؟
ج: بعد انتخاب فرانسوا هولاند مرشحا رسميا للاشتراكيين، تم تحويل بينالا للفريق الأمنى المكلف بحراسة هولاند، ومع الوقت، أصبح سائقا خاصا لوزير الاقتصاد السابق أرنو مونتبور، وبعد أسبوع فقط من تعيينه قرر "أرنو" إقالته إذ أنه تسبب بحادث سير بحضور الوزير، ثم حاول الفرار.
من جهتها قالت صحيفة "لوموند" أن ألكسندر بينالا كان ضمن مجموعة من نحو 40 طالبا استفادوا فى أبريل 2015، أى خلال حقبة الرئيس فرانسوا هولاند، من تدريب رفيع المستوى استمر أسبوعا فى مدرسة ضباط الدرك الفرنسى بضاحية مولان، جنوب باريس.
س: هل تدرج ألكسندر فى المناصب؟
ج: عمل بينالا رئيس ديوان المندوب الوزارى لشئون المساواة للفرنسيين فى مناطق ما وراء البحار جان مارك مورماك (بطل الملاكمة السابق) فى 2016.
وبعد إعلان إيمانويل ماكرون نيته الترشح للانتخابات الرئاسية، التحق بمرشح حركة "الجمهورية إلى الأمام" كمسئول أمنى مقابل راتب شهرى يقدر بـ3500 يورو، ليصبح مع مر الأيام أحد المقربين من الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون.
س: متى تفجرت قضية ألكسندر بينالا؟
ج: تفجرت قضية ألكسندر بينالا الأسبوع الماضى بعدما نشرت صحيفة "لوموند" شريط فيديو يظهر فيه مكلف أمن ماكرون أثناء حملة الانتخابات الرئاسية، يضرب متظاهرا فى يوم عيد العمال منتحلا صفة رجل أمن، ما أدى إلى إقالته من مهامه.
س: هل صدرت أى تصريحات للرئيس الفرنسى حول القضية؟
ج: لم يصد أى تصريحات للرئيس الفرنسى حول القضية، بل إنه ملتزم الصمت حتى الآن، كما لم يصدر أى إعلان عن قصر الإليزيه حول احتمال صدور توضيح عن الرئيس.
ولكن المتحدث باسم الرئاسة برونو روجيه بوتى أكد أنه "تمت إقالة ألكسندر من مهامه فى مجال تنظيم تنقلات الرئيس" بعد الأول من مايو، لكن يظهر بينالا فى العديد من الصور الحديثة إلى جانب ماكرون خصوصا فى 13 يوليو فى جيفيرنى بالنورماندى شمال غرب فرنسا.
س: ما هو رأى المعارضة الفرنسية؟
ج: صعد قادة المعارضة من لهجتهم مطالبين ماكرون بـ "كشف حساب" فى هذا الملف، كما قال لوران فوكييز (يمين)، واعتبر زعيم اليسار المتشدد جان لوك ميلانشون أن القضية ترقى إلى "مستوى ووترجيت".
غير أن جابرييل اتال المتحدث باسم حزب "الجمهورية إلى الإمام" أوضح أنه إذا صرح الرئيس "بشأن هذه القضية، فسنرى فى كل مكان معلقين يدينون التأثير المحتمل لتصريحاته على التحقيق الجارى".