س و ج: كل ما تريد معرفته عن أكبر تحديات تواجه باكستان عقب الانتخابات ؟

بغض النظر عمن سيفوز فى الانتخابات التشريعية التى تجرى، اليوم الأربعاء فى باكستان، يواجه البلد تحديات ضاغطة من ارتفاع معدلات السكان إلى التطرف والارهاب والاقتصاد المنهار . ويقدم انفراد فى شكل (سؤال وجواب) أهم التحديات التى تواجه باكستان عقب الانتخابات البرلمانية .

ما أبرز التحديات التى تواجه باكستان ؟ انتشار التطرف والعمليات الارهابية ، فرغم أن الوضع الأمنى فى البلاد كان سيئا جدا، إلا أنه شهد تحسنا فى السنوات الأخيرة بعد سلسلة من العمليات العسكرية ضد المجموعات المتمردة المتحصنة على الحدود الأفغانية. ما رأى المحللين فى استئصال الإرهاب والتطرف ؟ المحللون، يقولون منذ فترة طويلة أن على السلطات أن تكافح بتصميم أكبر الجذور الحقيقية للتطرف، إذ لا يزال المتمردون قادرين على تنفيذ هجمات عنيفة. واستهدفت سلسلة من الهجمات تجمعات انتخابية، وأسفرت عن سقوط أكثر من 180 قتيلا، وأحد هذه الاعتداءات وقع فى بلوشستان وكان ثانى أعنف هجوم فى تاريخ البلاد وأسفر عن مقتل 153 شخصا، ويخشى المحللون أن يسعى المتمردون إلى إعادة تجميع صفوفهم بعد الهزائم التى تعرضوا لها فى السنوات الاخيرة. ماذا عن الوضع الاقتصادى فى باكستان ؟ لا شك أنها القضية الأكثر خطورة حاليا، وسيكون على الحكومة المقبلة التحرك بسرعة إذا كانت تريد تجنب خطر أزمة فى ميزان المدفوعات وكذلك تجنب طلب قرض من صندوق النقد الدولى، حسب المحللين، وقد اضطر البنك المركزى فى الأشهر الأخيرة للجوء إلى احتياطيه من القطع الأجنبى وتخفيض العملة لخفض عجز آخذ فى الاتساع. وتستورد باكستان كميات كبيرة من السلع وضاعفت شراء مواد بناء صينية من أجل مشروع ضخم صينى باكستانى بمليارات الدولارات لبنى تحتية يجرى تنفيذه حاليا، كما تضرر اقتصادها من ارتفاع أسعار النفط. وهل تستطيع باكستان التصدير لوقف النزيف الاقتصادى ؟ صادرات باكستان الضئيلة مثل النسيج، فهى تواجه منافسة من دول أخرى كالصين، فيما سجلت التحويلات من الخارج تباطؤا أيضا. وما التحديات التى تواجه الفائز فى الانتخابات الباكستانية؟ سيكون أمام الفائز فى الانتخابات "وقت محدود" للتصرف، بحسب وكالة "فيتش" للتصنيف الائتمانى فى وقت سابق هذا الشهر. ماذا عن عدد السكان فى باكستان؟ تسجل باكستان أحد أعلى معدلات الخصوبة فى آسيا ويبلغ حوالى 3 أطفال لكل امرأة، بحسب البنك العالمى والأرقام الرسمية. وتؤثر هذه الزيادة على موارد البلاد وتعرقل تقدمها الاجتماعى الاقتصادي. وما يزال التخطيط الأسرى شبه معدوم فى باكستان، البلد المسلم المحافظ حيث أرتفع عدد السكان 5 أضعاف منذ 1960 ليصل إلى حوالى 207 ملايين نسمة حاليا، وقد يصل إلى 310 ملايين فى 2050 حسب الأمم المتحدة، وما زال مفهوم منع الحمل من المحرمات فى المجتمع الباكستاني، ويقول المحللون أنه ما لم يتم بذل المزيد من الجهود لإبطاء النمو السكانى، فإن الموارد الطبيعية للبلاد، وخصوصا مياه الشرب، لن تكون كافية لسد الحاجة. ماذا عن الموارد المائية فى البلاد ؟ يرى خبراء، أن باكستان تتوجه على ما يبدو إلى كارثة بيئية، إذا لم تعالج السلطات مشكلة موارد المياه، وسيواجه البلد الذى تأثر إلى حد كبير بالتغير المناخى "نقصا مطلقا" فى المياه بحلول 2025، وسيكون هناك أقل من 500 متر مكعب من الماء متوفرة للشخص الواحد، بحسب التقديرات. ورغم جبال الهيمالايا، التى تغطيها الثلوج والأمطار الموسمية التى تروى أراضيها، لا تملك البلاد سوى 3 أحواض لحفظ المياه، مقابل أكثر من نحو الف فى كندا او جنوب إفريقيا لذا، لا يمكن تخزين فائض المياه، وستكون المبادرة السياسية ضرورية للتأسيس لبنية تحتية تقلب مسار الازمة الوشيكة.