ستعقد قمّة بكين لمنتدى التعاون الصيني الإفريقي 2018، في 3 و4 سبتمبر الجاري. وفي هذا الصدد، نشر "قوه جي بينغ" المختص بتفسير موقف الصين تجاه القضايا الدولية الهامة بصحيفة الشعب اليومية، مقالا بعنوان: "إستكشاف طريق التعاون الصيني الإفريقي، المحقق للفوز الجماعي والتنمية المشتركة".
وفي مايلي، ملخض للمقال:
إن المستوى العالي من التعاون الصيني الافريقي، يستند إلى تاريخ طويل وأسس واقعية صلبة. والملفت للإهتمام، أن الدبلوماسية الصينية تجاه إفريقيا، قد شهدت تطورا شاملا خلال مايزيد عن الخمس سنوات الماضية.
أجرى الرئيس الصيني، شي جين بينغ في مارس 2013، جولة إفريقية، شملت تنزانيا وجنوب إفريقيا والكونغو (برازافيل). وهي أول مرة تكون فيها إفريقيا الوجهة الخارجية الأولى لرئيس صيني بعد توليه السلطة. وفي يوليو 2018، قام الرئيس شي جين بينغ بجولة أخرى في إفريقيا. وقد طرح شي جين بينغ مبادئ الإخلاص المفهوم السليم للمصالح، لتحديد إتجاه العلاقات الصينية الإفريقية في العصر الجديد.
خلال قمّة جوهانزبرغ من منتدى التعاون الصيني الإفريقي 2015، تم رفع العلاقات الصينية الإفريقية إلى مستوى الشراكة الإستراتيجية الشاملة. وأعلن الجانب الصيني عن تنفيذ "المخططات العشر الكبرى" في إفريقيا، لتعميق العلاقات الصينية الإفريقية وإثراء محتوى مجتمع المصير المشترك الصيني الإفريقي.
أثناء عصر الهيمنة وقانون الغاب الذي كان يحكم العلاقات الدولية. تحولت إفريقيا في نظر القوى الغربية إلى ساحة للصراع على نهب الموارد. وبعد الحرب العالمية الثانية، استقبلت الدول الإفريقية موجة التحرر الوطني. مع ذلك، مازال التدخل الغربي متواجدا إلى الآن، لكنه أصبح خفيا. وفي كل مرة تحتاج فيها الدول الأفريقية إلى القروض، يُطرح عليها المشروع الليبيرالي تحت إسم "الإصلاح الهيكلي" كشرط مسبق. وقد سبق لرئيس الموزمبيق، جوكويم شيسانو أن قال في حديثه عن المساعدات الغربية: "بعد سلسة من الندوات البحثية ومجموعات العمل، دائما ماتكون النتيجة في النهاية مريبة؛ والمطالبة بالإصلاح السياسي تطرح بإستمرار، لكن ماتجلبه هو عدم الإستقرار."
بالمقارنة مع سياسات الإستعمار والتدخل الغربية في إفريقيا، تجمع الصين وإفريقيا علاقات مختلفة تماما. فمنطلق منتدى التعاون الصيني الإفريقي، هو دعم إفريقيا والتعاون والفوز المشترك. وقد تحدث أحد الكتاب الأفارقة عن هذه المقارنة، قائلا: حينما كان الإعلام الغربي يصف إفريقيا على أنها قارة بدون أمل، نجحت الصين في أن تجلب الأمل لإفريقيا. أما مؤسس دولة زامبيا ورئيسها كينيت ديفيد كوندا، فقال "إن الدعم الصيني لإفريقيا لايحمل أي شروط، وهو دعم صديق لصديقه، والصين هي صديقة إفريقيا في كل الفصول".
إن الدعم الصيني لإفريقيا ينطبق عليه المثل القائل،"لاتعطني كل يوم سمكة، بل علمني كيف أصطاد"، كما ينبني على مشاريع تكامل المزايا، والمصالح المتبادلة والفوز المشترك. وقد جلب التعاون الصيني الإفريقي، خيارا مختلفا للتنمية في افريقيا، وعزز إرادة الدول الإفريقية في البحث عن طرق للتنمية تناسب أوضاعها المحلية.
وفي هذا السياق، ذكرت بعض وسائل الإعلام الغربية، أنه بالمقارنة مع البنية التحتية التي بناها المستعمر الغربي في إفريقيا، خدمة لمصالحه ولعزل إفريقيا. فإن السكك الحديدية وغيرها من مشاريع البنية التحتية التي تنجزها الصين في إفريقيا، بصدد ربط إفريقيا بعضها ببعض، ودفع التنمية في كامل أنحاء القارة.
تشير الإحصاءات الأولية، إلى أن مشاريع البنية التحتية التي أنجزتها الشركات الصينية، وتنجزها في الوقت الحالي بإفريقيا، في إطار "المخططات العشر الكبرى"، ستساعد إفريقيا على زيادة 30 ألف كم من الطرقات العامة، ورفع قدرات موانئها بـ 85 مليون طن، وتنمية قدراتها في معالجة المياه النظيفة بـ 9 ملايين طن، وزيادة قدرات توليد الطاقة بـ 20 ألف ميغاواط، وأكثر من 30 الف كم من خطوط إمداد الكهرباء، وخلق قرابة 900 ألف فرصة عمل جديدة. كما توفر الصين لإفريقيا أكثر من 20 ألف منحة حكومية.
إن البناء المشترك لمبادرة الحزام والطريق، والتوفيق بين إستراتيجيات التنمية، بصدد التحول إلى نقاط مضيئة في التعاون الصيني الإفريقي. وقد أمضت الصين إتفاقيات تعاون في مبادرة الحزام والطريق مع أكثر من 10 دول إفريقية. وتتفاوض مع أكثر من 20 دولة إفريقية أخرى لإمضاء الإتفاقيات ذات الصلة.
يلعب التعاون الصيني مع إفريقيا دورا رياديا في التعاون الدولي مع هذه القارّة. وسواء في الأمم المتحدة، أو في مجموعة العشرين أو في مجموعة البريكس، وغيرها من المسارح الدولية، فإن الصين ظلت دائما تدعم رفع تمثيلية وصوت افريقيا في الحوكمة الدولية. وقد أظهرت ثمار التعاون الصيني الإفريقي للعالم أهمية مبادئ الإخلاص التي تطرحها الصين. في ذات الوقت، تؤكد الصين على انفتاح التعاون الصيني الإفريقي، وترحب بشركات الدول الأخرى، للإنضمام إلى التعاون الصيني الإفريقي، على أساس المصالح المتبادلة والفوز المشترك. كما تعرب الصين عن استعدادها للتعاون مع الدول الأخرى في تطوير السوق الإفريقية.
مع تعمق التعاون الصيني الإفريقي، أصبحت الدول الإفريقية أكثر قدرة على الدخول إلى التقسيم العالمي للعمل، والإستفادة من مزايا العولمة الإقتصادية. مايساعد على تطور العولمة الإقتصادية وتعزيز التوازن الإقتصادي العالمي. وكما قال مدير قسم إفريقيا بمركز التراث العالمي التابع لمنظمة التربية والعلوم للأمم المتحدة، "إن التعاون الصيني الإفريقي، يعد عاملا مهما بالنسبة للنمو العالمي في الوقت الحاضر والمستقبل. وهذا العامل يعزز التنمية المستدامة في العالم."