تسبب الهلع من إعصار "فلورانس" الآخذ فى الاقتراب من السواحل الجنوبية الشرقية للولايات المتحدة فى تعطيل حركة السفر، وتوقف المصانع والأعمال التجارية فى أنحاء شاسعة من الساحل الجنوبى الشرقى للبلاد قبل أيام من الموعد المتوقع لمداهمته أراضيها.
وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية اليوم الخميس أن شركات الطيران ألغت رحلاتها، وأغلقت المصانع أبوابها تحسبا لوصول الإعصار، فألغيت المئات من الرحلات الجوية كما أوقفت شركتا "دايملير إيه جيه" و"فولفو" للسيارات خطوط الإنتاج أمس الأربعاء فى مصانعها الجديدة فى كارولينا الجنوبية كما أوقفت بوينج للطائرات إنتاجها فى مصنعها هناك.
وضعفت قوة إعصار فلورانس فوق المحيط الأطلسى ليتم خفض تصنيفه أمس الأربعاء إلى إعصار من الدرجة الثانية بعد أن كان مصنفا على الدرجة الرابعة، ومع ذلك فمن المتوقع أن يظل "إعصارا كبيرا فى غاية الخطورة" عندما يقترب ليل الخميس وغدا الجمعة من الساحل الأمريكى، بحسب مصلحة الطقس الوطنية الأمريكية، ولفلورانس القدرة على إسقاط كميات تاريخية من الأمطار يصل ارتفاعها إلى 40 بوصة فى بعض المناطق.
ويقول خبراء الأرصاد أن الأعصار يتحرك ببطء عبر الأطلسى وغير اتجاهه نحو الجنوب أمس الأربعاء، ليؤثر على ولاية جورجيا بشكل أكبر مما كان متوقعا فى السابق، مما دفع حاكم جورجيا ناثان ديل لإعلان حالة الطوارئ فى الولاية بأكملها.
ونقلت الصحيفة عن موقع "فلايت أوير" الإلكترونى المتخصص فى متابعة بيانات حركة الطيران أنه سجل 280 حالة إلغاء للرحلات أمس و547 اليوم الخميس، وأشار الموقع إلى أنه بناء على الأنماط الحالية سيكون الأثر الأكبر على الأرجح على مطار تشارلوت دوجلاس الدولى فى كارولاينا الشمالية.
وقالت شركة طيران دلتا الأمريكية أنها تقوم بتسيير طائرات أكبر حجما على الخطوط فى المنطقة قبيل الإعصار كما أضافت رحلات بإجمالى 1000 مقعد إضافى بهدف المساعدة فى عمليات الإجلاء، فيما ألغت بعض خطوط الطيران الرسوم التى تفرضها على المسافرين فى حالة تغيير الحجز وسمحت للمسافرين إلى مناطق خارج مسار الإعصار بأوزان إضافية واصطحاب حيواناتهم الأليفة بالمجان.
وقالت شركة "ديوك" للطاقة أن الإعصار قد يؤدى إلى انقطاع الكهرباء عن أكثر من مليون عميل من بين 4 ملايين هم عدد عملائها فى ولايتى كارولينا الشمالية والجنوبية، وأكد رئيسها أن هؤلاء سيبقون دون كهرباء لمدة طويلة لا تقدر بالأيام بل بالأسابيع.
وألغت مجموعة الخطوط الجوية الأمريكية حوالى 705 رحلات فى المنطقة كانت مقررة بين يومى الأربعاء والأحد.
وقالت شركة بوينج أنها نقلت بعض من طائرتها من طراز 767 جوا من مصنعها فى نورث تشارلستون لمنشآتها فى إيفيرت بواشنطن وستعاود إنتاجها فى ولاية كارولاينا الجنوبية حين يكون من الآمن على موظفيها العودة إلى الولاية. كما أوقفت شركة بى إم دبليو التى تملك مصنعا فى الولاية المقطورات التى تنقل السيارات إلى ميناء التصدير وتم توجيهها إلى أماكن التخزين.
ويوجد أكثر من 400 مورد سيارات فى ولاية كارولاينا الجنوبية وسيكون لأى تعطيل فى سلاسل التوريد أثر بعيد المدى، وفقا لإحدى شركات توقعات سوق السيارات، والتى تقول أنه فى حين تمثل المصانع فى كارولاينا الخطر الأكبر المؤدى إلى خسائر إنتاجية واسعة، ستتأثر كذلك مصانع السيارات فى ولايات جورجيا وكنتاكى وتينيسى بالسيول.
وفى كارولاينا الشمالية حيث تقع أكبر قواعد الجيش الأمريكى فى البلاد قاعدة 'فورت براج' العسكرية، طلب من رجال الطوارئ والمهمات الأساسيين فحسب الحضور يومى الخميس والجمعة، ووجهت القاعدة باقى أفراد القوات بالتواصل مع قادتهم من أجل تلقى التوجيهات