قالت مجلة الإيكونوميست البريطانية إن أساليب الحياة فى الدول النامية آخذة فى التحسن، وأن حجم التفاوت فى جودة الحياة آخذ فى التناقص سواء داخل الدول أو فيما بينها وبين بعضها البعض.
واستهلت تقريرا لها بوصْفٍ أطلقه جون كينيدى، الرئيس الأمريكى الأسبق، قبيل اغتياله، على الناتج المحلى الإجمالى باعتباره أداة الاقتصاديين المفضلة لقياس الرخاء والتقدم، قائلا إن الناتج المحلى الإجمالى يرصد كل شيء "ماعدا ما يجعل الحياة ذات قيمة.
وأشارت المجلة إلى أنه وفى عام 1990، ووقوفا على أوجه القصور تلك التى تعترى الناتج المحلى الإجمالى كأداة للقياس، فإن برنامج الأمم المتحدة الإنمائى وضع ما يعرف باسم "مؤشر التنمية البشرية" فى محاولة جديدة لرصد التغيرات فى جودة المعيشة بالبلدان النامية.
ونوهت الإيكونوميست عن أن المؤشر يقيس أربعة عناصر هى : متوسط العمر المتوقع عند الميلاد، ونصيب الفرد من الدخل القومى، ومتوسط سنين التعليم؛ والسنوات المتوقعة فى المدرسة.
ولفتت المجلة إلى أنه وبعد مرور 28 عاما على استحداث مؤشر التنمية البشرية، فهو يشير إلى أن ثمة إنجازا قد تمّ رصده فى الدول النامية حول العالم؛ ففى عام 1990 على سبيل المثال، كان متوسط العمر المتوقع للمولود فى أفريقيا جنوب الصحراء هو 50 عاما فقط، وقد ارتفع هذا المتوسط اليوم إلى 61 عاما.
ونتيجة لذلك، تقلصت الفجوة بين متوسط الأعمار فى أكثر مناطق العالم فقرا والمتوسط العالمى إلى أربعة أعوام فقط، وقد تم رصْد نفس المكاسب على صعيدَى الحظ فى التعلم والدخل بالنسبة للفرد، بما يعنى أن معدلات التنمية البشرية فى 189 بلدا قد تحسنت منذ عام 1990 بمعدل نسبته 0.5% سنويا، باستثناء سبع دول شهدت تراجعا فى معدلاتها الخاصة بالتنمية البشرية منذ عام 2010، إمّا بسبب الحرب أو المجاعة.
وأكدت المجلة أنه مما يبعث على التشجيع، أن بيانات مؤشر التنمية البشرية تشير إلى تقلُّص الفجوة فى حظوظ الاستمتاع بالحياة بين الدول النامية ونظائرها المتقدمة عام 2017.