أصيب تسعة نشطاء بيئيين، واعتقل 34 آخرين فى عملية للشرطة الألمانية لطرد نشطاء محتجين تجمعوا فى غابة، لمحاولة مشروع توسيع منجم للفحم، بحسب ما ذكرته الشرطة الألمانية اليوم الأحد.
وذكرت صحيفة "ذا لوكال" الإلكترونية الأوروبية فى نسختها الخاصة بألمانيا، أن الشرطة واجهت مقاومة عنيفة منذ منتصف الأسبوع الماضى لإخراج المتظاهرين من غابة هامباخ القريبة من الحدود مع بلجيكا وهولندا، ونشرت السلطات 4 آلاف رجل شرطة فى الموقع لإزالة 60 منزلًا خشبيا يتحصن فيها عشرات المتظاهرين.
وبدأت إقامة النشطاء فى الغابة عام 2012، إلى أن أمرت السلطات المحلية بإخلاء الغابة على الفور بسبب أخطار الحريق.
ودعا النشطاء الذين يحتجون على توسيع شركة "آر دبليو إي" العملاقة فى الطاقة منجمًا لفحم الليجنايت وهو من أكبر المناجم فى أوروبا، إلى احتشاد المؤيدين لمنع إخلاء الغابة.
واحتدمت المصادمات منذ أن أعلنت الشركة خططها لإزالة أشجار نصف المساحة المتبقية من الغابة والبالغة 200 هكتار منذ منتصف أكتوبر الماضي، سعيًا للتنقيب عن الفحم، مشيرة إلى ضرورة تمهيد الغابة من أجل ضمان إمدادات الوقود التى تشمل محطات طاقة مقامة على مقربة منها فى ولاية شمال الراين-وستفاليا إحدى أكثر الولايات الألمانية اكتظاظًا بالسكان.
ويعارض النشطاء استخدام الوقود الرخيص والملوث بدعوى أن الغابة مسكن لفصائل محمية من الحيوانات والنباتات.
وتوسع ألمانيا خلال السنوات الأخيرة استخدامها للطاقة المتجددة كجزء من خطتها للتحول بعيدا عن الوقود الحفري، لكنها تظل معتمدة بشكل كبير على الفحم وذلك فى جزء منه من أجل تعويض قرار المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل فى عام 2011 بالاستغناء التدريجى عن الطاقة النووية بحلول عام 2022، لكن الحكومة الألمانية أقرت فى يونيو الماضى بأنها لن تتمكن من تحقيق أحد أهداف الخطة الذى كان مقررًا لعام 2020.