سلطت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية اليوم الثلاثاء الضوء على مقتل الصحفية البلغارية فيكتوريا مارينوفا بعد تعرضها لحادث اغتصاب من قبل جناه ألقوا بجثتها فى حديقة بشمال البلاد؛ ورأت أن هذا الحادث يضع علامات استفهام كثيرة حول حرية الصحافة فى القارة ومستوى الحماية الذى يحظى به من يعملون بها.
وعللت الصحيفة في تعليق لها بثته على موقعها الالكترونى رؤيتها فى هذا الشأن بذكر أن حادث مقتل مارينوفا هو فى حقيقة الأمر الثالث من نوعه الذي تشهده أوروبا على مدار العام الماضي، لذلك فهو يثير مخاوف بشأن سلامة الصحفيين في القارة.
ونقلت الصحيفة عن فرانس تيمرمانز، وهو نائب رئيس المفوضية الأوروبية فى بروكسل، قوله "مرة أخرى، يسقط صحفى شجاع خلال معركة من أجل كشف الحقيقة ومكافحة الفساد"، فيما تعهد الاتحاد الأوروبى بدعم السلطات البلغارية أثناء تحقيقاتها لكشف ملابسات الحادث.
مع ذلك، أكد مسئولون بلغاريون أنه لا يوجد دليل حتى الآن من شأنه أن يربط بين عملية مقتل مارينوفا وطبيعة عملها، فيما قال وزير الداخلية ملادين مارينوف "إن الأمر برمته يتعلق بالاغتصاب والقتل".
ومارينوفا، التى تعمل فى قناة " تي فى إن" البلغارية وتقدم برنامج تحت اسم " الكاشف" استعرضت فى برنامجها حوارات بشأن تورط شركات خاصة فى قضايا فساد مرتبطة بسوء إنفاق أموال الاتحاد الأوروبى.
وتباعا، وصفت منظمة الشفافية الدولية، وهى منظمة عالمية للرقابة على الفساد، بلغاريا بأنها الدولة الأكثر فساداً فى الاتحاد الأوروبى. فضلا عن أن منظمة "مراسلون بلا حدود" أدرجتها فى المرتبة 111 من بين 180 دولة فى مؤشرها السنوى العالمى الخاص بحرية الصحافة، وهى المرتبة الأدنى فى الاتحاد الأوروبى.
وأخيرا، أبرزت "واشنطن بوست" الحوادث المشابهة لحادث مقتل مارينوفا؛ وقالت قتلت دافنى كاروانا جاليزيا، وهى صحفية من مالطا متخصصة في نشر تحقيقات حول الفساد الحكومي وغسيل الأموال، في أكتوبر 2017، في انفجار سيارة ملغومة بالقرب من منزلها. وفي فبراير الماضي، قُتل يان كوتشياك، وهو صحفى سلوفاكى متخصص أيضا فى كتابة تقارير بشأن فساد الحكومة، بالرصاص مع خطيبته مارتينا كوسنروفا.