رأت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية اليوم الأربعاء أن قرار البيت الأبيض إرسال أكثر من 200ر5 جندى إضافى من القوات العاملة إلى الحدود مع المكسيك قبل أسبوع واحد من إجراء انتخابات التجديد النصفى للكونجرس ، إنما يضع الجيش الأمريكى ووزير الدفاع جيم ماتيس فى مرمى نيران سياسية تتعلق بواحدة من أكثر القضايا المثيرة للجدل داخل الولايات المتحدة.
وأوضحت الصحيفة (فى تقرير لها بثته على موقعها الالكتروني) أن مسئولى الدفاع سعوا لوصف هذا القرار- الذى يُعتقد بأنه أكبر عملية نشر للقوات العاملة على الحدود الأمريكية خلال قرن- على أنه عملية دعم روتينى لوزارة الأمن الداخلي.
غير أن "واشنطن بوست" رأت، مع ذلك، أن هذا القرار يمكن أن يهدد جهود ماتيس فى إبعاد الجيش عن الانقسامات السياسية التى تعصف بالبلاد مع توجيه تساؤلات كثيرة حول حجم وتوقيت نشر القوات واستخدام القوات العاملة بدلا من الحرس الوطني.
وأبرزت الصحيفة أنه فى خلال ما يقرب من عامين على توليه وزارة الدفاع "البنتاجون"، سعى ماتيس إلى حماية الجيش الأمريكى من هذا النوع من التسييس والذى هزٌ مكتب التحقيقات الفيدرالى ووكالة الاستخبارات المركزية "سى أى إيه" منذ تولى الرئيس دونالد ترامب السلطة.
وفى الوقت ذاته، أكد البنتاجون أهمية هذا الانتشار ووصفه بالضرورى لتشديد الإجراءات الأمنية عند نقاط دخول الأراضى الأمريكية وردع قافلة تضم ما بين 3 آلاف و 7000 مهاجر من أمريكا الوسطى تقف على مقربة 900 ميل من الحدود الجنوبية وتشق طريقها نحو الشمال.
وتابعت الصحيفة أن ممثلى ماتيس لم يستجيبوا لطلبات التعليق، غير أن مسئولين آخرين رفضوا الفكرة القائلة بأن نطاق وتوقيت النشر له دوافع سياسية، ويقولون إن البدء السريع والبارز لهذا الانتشار يمكن أن يكون بمثابة ردع لقافلة المهاجرين.
مع ذلك، نقلت "واشنطن بوست" عن بعض النقاد قولهم إن قرار نشر نفس العدد تقريبا من الجنود الأمريكيين الذين يخدمون فى العراق إلى الحدود فى الأيام السابقة للانتخابات النصفية يفوق بكثير التهديد الذى يواجهونه حيث أن القافلة تحتاج من ثلاثة إلى أربعة أسابيع حتى تصل عند الحدود الأمريكية، وأن قرار نشر قوات إضافية من شأنه أن يساعد ترامب على التركيز فى قضية انتخابات التجديد النصفى المقرر إجراؤها فى السادس من نوفمبر المقبل.