قالت فيدريكا موجيرينى، مسئولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبى بمناسبة اليوم العالمى للمياه، إن الحصول على المياه النظيفة ليس فقط حقا أساسيا من حقوق الإنسان بل مسألة أمن فى الوقت الذى تشكل فيه السيطرة على الموارد المائية عاملا من العوامل المُفضية إلى النزاعات.
وأضافت فى بيان لها وزعته سفارة وفد الاتحاد الأوروبى اليوم أن التصحر أفقد استقرار أجزاء كبيرة من الأراضى، أما الجفاف والفيضانات فهى من بين الأسباب التي أدت إلى مستويات غير مسبوقة لتَنَقُّل البشر عبر العالم.
وأوضحت أن شخص من أصل عشرة لا يحصل على الماء الصالح للشرب، وشخص من أصل ثلاثة لا يستفيد من الصرف الصحى المناسب، و1،6 مليار شخص يعيشون حاليا فى مناطق تعانى بشكل مطلق من ندرة المياه. وأضافت أنه من المتوقع أن يرتفع هذا الرقم بمقدار الضعف تقريبا فى السنوات العشر المقبلة.
وأشارت إلى أن أكثر من 34 ألف طفل دون سن الخامسة يموتون كل عام بسبب المياه القذرة وانعدام الصرف الصحى المناسب وقلة النظافة. وأكدت "يعتبر شرب المياه النقية المستوفية لشروط السلامة والاستفادة من الصرف الصحى المناسب حقا من حقوق الإنسان الأساسية التى يجب أن يتمتع بها الجميع وليست حِكرا على الفئات الميسورة التى قد تعتبرها من البديهيات."
وبمناسبة اليوم العالمى للماء، قالت موجيرينى إن الاتحاد الأوروبى يجدد التزامه فى ما يتعلق بتوفير المياه للجميع وإدارة الماء على نحو مستدام مشيرة إلى أن المجتمع الدولى بنيويورك فى شهر سبتمبر الماضى اعتمد أجندة الأمم المتحدة 2030 ، إذ أقر الجميع بأن الماء مجال يجب أن يحظى بالأولوية من أجل القضاء على الفقر وتحقيق التنمية المستدامة فى العالم.
وشددت على دعم الاتحاد الأوروبى للسكان المتضررين من الكوارث الطبيعية والكوارث التى يتسبب فيها الإنسان، وذلك من خلال ضمان الحصول على المياه الآمنة المنقذة للحياة.
وبالنظر إلى نُدرة المياه والضغط المتزايد عليها، ثمة وسيلة واحدة لمواجهة هذا التحدى تتجلى فى التعاون فيما بيننا، بغض النظر على الحدود والانقسامات السياسية. وفى هذا الصدد، يُعد التعاون الدولى والبحث عن حلول شفافة قائمة على القواعد أمراً أساسيا. فالتغير المناخى وارتفاع عدد سكان العالم تدخل ضمن التحديات العالمية التي لا يمكن مواجهتها إلا من خلال إيجاد حلول عالمية. ففى باريس، اجتمع قادة العالم لحماية مستقبل الأجيال القادمة عبر اتفاق عالمى حول التغير المناخى. وإذا كان هذا نموذجا جيدا للعمل متعدد الأطراف، فإنه كذلك تذكير بقدرتنا على الذهاب بعيدا فى هذا الاتجاه. والآن، حان وقت العمل.