طالب الرئيس الكوبى راؤول كاسترو نظيره الأمريكى باراك أوباما بإعادة خليج جوانتانامو للسيادة الكوبية وإنهاء الحظر التجارى الأمريكى على كوبا، وذلك فى أول قمة تاريخية بين الرئيسين فى هافانا، واعتبرت صحيفة الموندو الإسبانية أن نجاح القمة الأمريكية الكوبية يتوقف على هذا الطلب، خاصة وأن كاسترو قال فى نهاية اللقاء إن هناك العديد من الاختلافات السياسية بين البلدين لا تزال قائمة.
وقالت الصحيفة إنه على الرغم من ذلك فالنقاش فى القمة التاريخية بين كاسترو وكوبا يشير إلى نجاحها، خاصة وأنه تم النقاش فى رفع الحصار الأمريكى، وانعدام الحريات فى كوبا، وعملية السلام فى كولومبيا، ومكافحة تهريب المخدرات، والأزمة الاقتصادية والسياسية، وهذا يعكس بدء العلاقات الثنائية الجديدة.
وقال أوباما: "مصير كوبا لن يتقرر من قبل الولايات المتحدة أو أى دولة آخرى، ولكن يتحدد مستقبل كوبا من قبل الكوبيين"، ويجب أن تأنى التغييرات من الداخل لتكون هذه الخطوة الأولى، و ذكر كاسترو فيما يتعلق بذوبان الجليد بين البلدين الذى بدأ فى 2014: رغم أنه غير كافى لكن متأكد أننا سننجح فى أن نعيش بسلام فى بيئة تعاونية، وأن الولايات المتحدة وكوبا بدأو تحسين العلاقات، ولكن الخلافات السياسية ستستمر فى حالة الحصار وعدم إعادة جوانتانمو لهافانا.
و استطرد كاسترو: "هناك خلافات عميقة بين بلدينا لن تنتهى قط"، ورفض كاسترو الرد على أسئلة حول حقوق الإنسان فى كوبا وتحول إلى مهاجمة الولايات المتحدة لفشلها فى ضمان الرعاية الصحية الشاملة ومساواة الأجور للسيدات.
وقال كاسترو "من وجهة نظرنا فإن الحقوق المدنية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية غير قابلة للتجزئة ومرتبطة وعالمية، نحن نجد أنه من غير المتصور أن تكون هناك حكومة لا تحمى ولا تؤمن الحق فى الرعاية الصحية، والمساواة فى الأجور، وحقوق الأطفال، نحن نعارض ازدواجية المعايير السياسية فى نهج حقوق الانسان".
ورفض الزعيم الكوبى بغضب، الإجابة على تساؤلات صحفى أمريكى شكك فى سجل بلاده فى مجال حقوق الانسان وقال إن هذا الموضوع لا ينبغى أن يكون مسيسا.
وعند سؤاله حول سبب استمرار احتجاز سجناء سياسيين فى كوبا رد كاسترو بغضب "من هم السجناء السياسيين؟ اعطنى قائمة بالسجناء السياسيين وسوف أطلق سراحهم فورا، إذا كان لدينا سجناء سياسيين فسوف أطلق سراحهم الليلة".
وأفرجت الحكومة الكوبية عن 53 سجينا سياسيا بعد وقت قصير من الإعلان عن استئناف العلاقات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة فى ديسمبر الماضى، ولكن جماعات حقوق الانسان تقول إن العشرات مازالوا فى سجون البلاد.
وحث الرئيس الأمريكى باراك أوباما كوبا على تحسين سجلها الديموقراطى والحقوقى، لكن كاسترو رد بانتقاد ما أسماه بـ"ازدواج المعايير" من جانب الولايات المتحدة، وقال أوباما إنه وكاسترو أجريا مناقشات "صريحة وودية" بشأن حقوق الإنسان وأوجه التعاون.
والتقى الرئيس باراك أوباما الاثنين الرئيس الكوبى راوول كاسترو لإعطاء دفعة جديدة لعملية التقارب التى بدأت فى نهاية 2014 بين البلدين، فى اليوم الثانى من زيارة تاريخية لهافانا.
وبمناسبة الزيارة وافق البيت الأبيض على تخفيف جديد للعقوبات، فقد أجازت الخزانة الأمريكية لشبكة "ستاروود" للفنادق فتح فندقين فى هافانا، في سابقة منذ الثورة الكوبية عام 1959.