اتهم رئيس الوزراء الروسى ديمترى ميدفيديف، اليوم الثلاثاء، دول حلف شمال الأطلسى "الناتو" بأنها تخدع الدول الأخرى أعضاء مجلس الأمن الدولى قبل القيام بعمليات عسكرية ضد ليبيا.
وقال ميدفيديف -فى مؤتمر دولى حول ليبيا عُقد بمدينة باليرمو الإيطالية- إن الأمر ليس خطئا فادحا فحسب، ولكنه أولا وقبل كل شيء خداع من جانب الذين يدعون أنهم قادة العالم الأخلاقيون والسياسيون.
وأضاف أن ذلك الخداع حدث خلال اجتماع المائدة المستديرة لمجلس الأمن الدولى حيث تم تشويه وانتهاك قراراته عندما استولى ما يسمى الائتلاف العسكرى المؤقت على السلطة من الأمم المتحدة، وفقا لما ذكرته وكالة أنباء "تاس" الروسية.
كما أشار رئيس الوزراء الروسى إلى العقوبات التى فرضها مجلس الأمن على ليبيا ومن بينها حظر الأسلحة وإقامة منطقة حظر جوى فوق البلاد، وذكر أنه كان من المفترض أن تساعد تلك الإجراءات على وضع حد للعنف فى ليبيا وتهيئة الظروف للتوصل لحل سياسي.
وذكر ميدفيديف أن روسيا أصرت ولا تزال تصر على أن القوى السياسية الليبية تحل شؤون البلاد الداخلية من خلال الحوار، ومع ذلك فإن حلف الناتو قام بعملية عسكرية ضد دولة ذات سيادة، وشن ضربات جوية على ليبيا منتهكا قرار مجلس الأمن الدولى بدلا من العمل على إجراء محادثات سياسية.
وأكد رئيس الوزراء الروسى أن موسكو لم تصوت لمثل ذلك السيناريو لأنه سيضطر ليبيا لمواجهة مأساة مروعة ستستمر فى التصدى لعواقبها خلال العقود المقبلة.
وأعرب ميدفيديف عن دعمه للجهود التى يبذلها المبعوث الخاص للأمم المتحدة غسان سلامة والتى تهدف إلى تنفيذ خطة العمل الخاصة بليبيا، كما رحب بدور الشركاء الأجانب لليبيا الذين يسعون إلى تسهيل خطوات حل الوضع فى البلاد.
واختتم رئيس الوزراء الروسى حديثه بالإشارة إلى ضرورة تهيئة الظروف لإقامة دولة ديمقراطية ومتحدة وذات سيادة فى ليبيا وهو ما سيؤثر بشكل إيجابى على تنمية المنطقة ويضمن الاستقرار وتعزيز التعاون فى منطقة البحر المتوسط وشمال أفريقيا.