أعلنت منظمة الصحة العالمية ارتفاع حالات الإصابة بالملاريا وذلك بعد عدة سنوات من التراجع فى مواجهة هذا المرض على مستوى العالم، مشيرة إلى إطلاقها خطة استجابة جديدة من أجل خفض الوفيات الناجمة عن المرض وإعادة المرض إلى مساره من خلال توسيع نطاق الوقاية والعلاج وزيادة الاستثمار لحماية الفئات الضعيفة من المرض القاتل.
وأشارت المنظمة- فى تقرير اليوم الإثنين- إلى وجود ارتفاع كبير فى أعداد الإصابات بالملاريا، ففى الوقت الذى كان عدد الحالات فى العام الماضى يصل إلى 219 مليون حالة مقارنة بـ 217 حالة فى عام 2016، إلا أن السنوات السابقة كانت تظهر انخفاضا مستمرا فى عدد الأشخاص الذين أصيبوا بالملاريا على مستوى العالم.
وقالت المنظمة إن حوالى 70% من جميع حالات الملاريا فى العالم وبما يصل إلى حوالى 151 مليون حالة قد تركزت فى العام الماضى 2017 فى 11 دولة على مستوى العالم منها 10 دول إفريقية إضافة إلى الهند.
ولفتت إلى أنه كان هناك زيادة بحوالى 3.5 مليون حالة تم تسجيلها فى البلدان الإفريقية العشرة، وذلك فى عام 2017 مقارنة بالعام السابق له، ذلك فى الوقت الذى أظهرت الهند تقدما فى الحد من عبء المرض.
وأشارت إلى أن استراتيجية منظمة الصحة العالمية الهادفة إلى مكافحة الملاريا فى الفترة من 2016 إلى 2030 والحد من انتشار حالات الإصابة ومعدلات الوفاة بما يصل إلى حوالى 40% على الأقل بحلول عام 2020؛ لا تسير على الطريق الصحيح للوفاء بها.
وذكرت المنظمة أنه برغم ذلك فإن هناك بعض البلدان التى حققت تقدما مهما إذ لم يتم الإبلاغ عن أية حالة للإصابة بالملاريا فى الصين وسلفادور فى العام الماضي، وحيث كانت الملاريا متوطنة منذ زمن طويل.
كما أنه فى العام الجارى 2018 صدقت المنظمة الدولية على خلو باراجواى من الملاريا لتكون بذلك أول دولة فى الأمريكتين تحصل على هذا الوضع خلال 45 عاما، فى حين طلبت ثلاث دول أخرى هى الجزائر والأرجنتين وأوزبكستان الحصول على شهادة رسمية بالخلو من الملاريا من منظمة الصحة.
ونوهت المنظمة بأن الهند والتى تمثل حوالى 4% من عبء الملاريا على مستوى العالم سجلت انخفاضا فى عدد الحالات بنسبة تصل إلى 24% فى العام الماضى مقارنة بعام 2016 وكذلك حققت كل من رواندا وإثيوبيا وباكستان تقدما ملحوظا.
وقالت إنه ومع تباطؤ خفض عدد حالات الإصابة والوفيات بالملاريا فإن تمويل الاستجابة عالميا أظهر تفاوتا هو الأخر، موضحة أن بينما تم توفير حوالى 3.1 مليار دولار لبرامج المكافحة فى العام الماضى 2017 بما فى ذلك 900 مليون دولار من حكومات البلدان التى تتوطن فيها الملاريا إلا أن الولايات المتحدة ظلت أكبر مانح دولى منفرد حيث ساهمت بمبلغ 1.2 مليار دولار.
وأكدت المنظمة أنه للوفاء بأهداف استراتيجية مكافحة الملاريا لعام 2030 عالميا فإن الاستثمارات فى برامج المكافحة يجب أن تصل إلى حوالى 6.6 مليار دولار سنويا على الأقل بحلول عام 2020 وهو ما يبلغ ضعف التمويل الحالي.
من جهته، حذر الدكتور تيدروس ادهانوم المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، من أنه مع استمرار هذا التراجع فإن العالم سيكون عرضة لهدر سنوات من العمل والاستثمار والنجاح فى مواجهة الملاريا والحد من عدد الأشخاص الذين يصابون بها، مشددا على أن خطة الاستجابة الجديدة للمنظمة سوف تركز على المستوى القطرى لجعل العمل أكثر فعالية على المستوى المحلي.