قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية إن هجمات بروكسل الإرهابية تسلط الضوء على فشل بلجيكا فى وقف شبكة المتطرفين.
وأشارت إلى أن المسئولين فى البلاد يواجهون احتمال أن القبض على صلاح عبد السلام، أحد مخططى هجمات باريس، ربما أدى إلى وقوع الهجمات.
وتقول الصحيفة إنه حتى قبل الهجمات الأخيرة، كانت أجهزة الأمن الأوروبية تعتقد أن شبكة مترامية الأطراف من المتطرفين قد نشأت فى أحياء الطبقة العاملة فى بروكسل وبرزت باعتبارها طليعة حملة داعش لضرب أوروبا.
ولو تأكدت الصلة بين هجمات بروكسل وتلك الشبكة الإرهابية، فإن هذا سيمثل فشلا لسلطات تنفيذ القانون البلجيكية فى اختراق الجماعة المتطرفة التى عملت على مدار عامين لإيقافها.
وبعد أيام من القبض على صلاح عبد السلام، أحد منفذى هجمات باريس، والوحيد الباقى على قيد الحياة منهم، فإن التفجيرات تركت المسئولين البلجيكيين يواجهون احتمال أن القبض على عبد السلام، وليس عدم وقف الشبكة المتطرفة، ربما يكون السبب وراء الهجمات الإرهابية.
ونقلت الصحيفة عن مسئول أمنى بلجيكى قوله "لقد كنا نعمل بشكل أكبر بعد القبض على عبد السلام مقارنة بما كان عليه الحال قبلها، لأننا علمنا أننا قد أغضبانهم".
وتابعت الصحيفة قائلة إن هجمات بروكسل كثفت التدقيق على شبكة من المتطرفين الإسلاميين الذين نشأوا فى أحياء بروكسل المسلمة الذين كانوا على صلة منذ تفجيرات باريس العام الماضى، ويدرس المحققون الآن ما إذا كان الشبكة المسلحة تقف وراء الهجمات التى قتلت العشرات فى بروكسل أمس، حسبما أفاد مسئولون مطلعون على التحقيقات.
من ناحية أخرى، ذكرت الصحيفة إن التفجيرات كشفت عن انقسامات متزايدة بشان السيطرة على الحدود، وحتى فى الساعات الأولى التى أعقبت التفجيرات، قال السياسيون الذين يدعون لسياسات أوروبية أكثر صرامة بشأن الهجرة وحماية الحدود، إن الهجمات أثبتت أمنهم على حق.
وفى نفس السياق، قالت الصحيفة إن الهجمات سلطت الضوء على استراتيجية داعش لضرب الغرب. وتاتى تلك الهجمات بعدما تعرض التنظيم الإرهابى لضغوط فى معاقله فى سوريا والعراق. ويقول مسئولون غربيون إن المؤشرات الأولى توحى بأن الهجمات تم التخطيط لها منذ فترة طويلة، إلا أن الجدول الزمنى ربما تم التعجيل به بعد القبض على عبد السلام.
ويبدو أن الهجمات هدفها نشر الخوف لدى الرأى العام وإثبات القدرة على توجيه ضربات حتى فى ظل التكثيف الأمنى، فبضرب مراكز النقل فى وقت الذروة، استطاع المهاجمون أن يجمدوا العاصمة البلجيكية.