قالت شبكةNBCNewsالأمريكية، إن الحكومة الفرنسية لا يبدو أنها ترغب أو قادرة على إحتواء الوضع الجارى فى فرنسا، التى تشهد منذ قرابة ثلاثة أسبايع احتجاجات واسعة تقودها حركة "السترات الصفراء، والتى تحولت إلى عنف وأعمال شغب الأسبوع الماضى.
ورأت الصحفية الفرنسية بولين بوك، على الموقع الإلكترونى للشبكة، السبت، أن الحكومة الفرنسية وسط ذعرها مما تشهده البلاد، فإنها ترتكب كومة من الأخطاء، بدءا من التصريحات الصماء وصولا إلى عنف الشرطة، إذ يبدو أنها غير مدركة لحالة السخط العام التى تغذيه هذه الأخطاء.
وأشارت إلى أن أولى علامات الاضطرابات الاجتماعية ظهرت أواخر أكتوبر، بعد وقت قصير من إعلان فرض ضريبة جديدة على وقود الديزل. الضريبة جزء من خطة كبيرة اللرئيس ماكرون للتصدى لتغير المناخ. بالنسبة للفرنسيين الذين يعيشون فى المناطق الريفية والبعيدة ممن يعتمدون على سيارتهم للعيش والعمل، كانت هذه الضريبة هى القشة الأخيرة فى سلسلة من السياسات المالية التى ينظر إليها على أنها غير عادلة وتفضل الطبقات العليا.
وتقول بوك، إنه فى حين كانت ضريبة المحروقات هى نقطة الألم الأولية، فإن هذه الاحتجاجات لا تتعلق فى الواقع بالمحروقات فقط. لكنها تتعلق بمشاكل مالية افرنسية بشكل عام. ونقلت الكاتبة قول أحد المواطنين من شرق فرنسا "[النخبة] تقلق بشأن نهاية العالم فى حين أننا نشعر بالقلق بشأن نهاية الشهر".
وتضيف أن الرئيس الفرنسى، الذى تم انتخابه عام 2017 على منبر نيوليبرالى، بدا حتى وسط الاحتجاجات غير مكترث بالنقد. فقوانين العمل الجديدة التى فرضها فى سبتمبر 2017 وإصلاح نظام السكك الحديدية، فى وقت سابق من هذا العام، قوبلوا بالاحتجاجات، لكن ماكرون لم يتزحزح. لكن من الواضح أن هذا الأمر لم يعد كذلك، لأن حبيب الصحافة الغربية، بحسب وصف بوك، وجد نفسه عرضة لهجوم من قبل "مثيرى الشغب" العنيفين الذين يلقون القذائف ويقيمون الحواجز ويحرقون السيارات ويقتحمون المتاجر، وعلى قوس النصر وفى الشانزليزيه، قام المحتجون برسم مطلب استقالة ماكرون.
وتخلص الكاتبة الفرنسية بالقول، "إذا كانت الحكومة الفرنسية ترغب فى نزع فتيل الوضع المشتعل، فعليها أن تفعل شيئين: التفاعل مع الفصائل السلمية بكل احترام وتقديم بعض الحلول، وأيضاً السيطرة على الحشود المثيرة للشغب دون مضاهاة العنف".