ستحلّ مدينة غيتيغا، وسط بوروندي، محلّ بوجومبورا كعاصمة سياسية لهذا البلد الواقع في منطقة البحيرات الكبرى، بحسب ما أعلن الناطق باسم الحكومة الجمعة.
وقال جان-كلود كاريروا ندنزاكو الناطق باسم الرئيس بيير نكورونزيزا في تغريدة عبر "تويتر" إن حكومة بوروندي "اعتمدت مشروع قانون تاريخي لتكون غيتيغا العاصمة السياسية للبلد وبوجومبورا عاصمته الاقتصادية".
وأردف أن "جلسات مجلس الوزراء ستعقد من الآن فصاعدا في غيتيغا حيث سيقام مقرّ خمس وزارات اعتبارا من مطلع العام 2019"، من بينها الداخلية والتعليم والزراعة.
ولا يزال ينبغي أن يحظى مشروع القانون هذا بموافقة البرلمان حيث تعود أغلبية المقاعد للحزب الحاكم.
وكان الرئيس بيير نكورونزيزا قد تعهد تغيير العاصمة الاقتصادية في العام 2007، متحججا بموقع غيتيغا في وسط البلد، خلافا لبوجومبورا التي تقع في الجزء الغربي على ضفاف بحيرة تانغانييكا.
وكانت غيتيغا، المدينة الصغيرة التي تضمّ 30 ألف نسمة لا غير (في مقابل 1,2 مليون في بوجومبورا) عاصمة مملكة بوروندي إبّان الاستعمار. وتتّهم المعارضة الرئيس بالسعي إلى استعادة أمجاد هذه الحقبة، وإن كان بخطوات رمزية.
واعتبر ناشط بوروندي فضّل عدم الكشف عن هويته أن غيتيغا غير مؤهّلة لتكون العاصمة السياسية محلّ بوجومبورا التي تعدّ معقل المعارضة والتي لم يعد الرئيس يقضي فيها الكثير من الوقت.
وأثار هذا القرار الاستهزاء لدى رواد مواقع التواصل الاجتماعي باعتبار أنه اتُخّذ خلافا للمنطق وتساءلوا عن أسبابه في وقت ساهمت الصين في تشييد قصر رئاسي في بوجومبورا تتخطى قيمته 20 مليون دولار.
تشهد بوروندي أزمة منذ إعلان الرئيس نكورونزيزا عن نيته الترشّح لولاية ثالثة في أبريل 2015. وقد أعيد انتخابه في يوليو من السنة عينها.
وأودت أعمال العنف التي ولّدتها هذه الأزمة إلى مقتل 1200 شخص على الأقلّ وتهجير أكثر من 400 ألف بين أبريل 2015 ومايو 2017، بحسب تقديرات المحكمة الجنائية الدولية التي فتحت تحقيقا في هذا الصدد.