دعت صحيفة "واشنطن بوست" الرئيس دونالد ترامب إلى التوقف عن اللعب بالأسواق، تعقيبا على هجومه على الاحتياطى الفيدرالى الأمريكى وقوله إنه يقوم برفع معدلات الفائدة بشكل سريع جدا.
وقالت الصحيفة فى افتتاحيتها إنه فى السياسات الأمريكية، من البديهى أن ينسب للرئيس الفضل فى الرخاء الاقتصادى أو اللوم على الانكماش، والحقيقة هى أن حالة الاقتصاد الأمريكى فى أى وقت تكون مرتبطة بعوامل يستطيع الرئيس السيطرة عليها مثل سياساته وأسلوبه القيادى، وعوامل أخرى خارج نطاق سيطرته مثل الأوضاع فى الصين وأوروبا وغيرها من الأسواق البعيدة، إلى جانب عوامل يمكن أن يؤثر بها لكن لا ينبغى أن يفعل على الأرجح مثل القرارات المتعلقة بالاحتياطى الفيدرالى المستقل.
ولفتت الصحيفة إلى أن الاضطراب الحالى فى الأسواق المالية، والذى يقتصر على الخسائر الورقية حتى الآن لكنه قادر ، بدرجة مثيرة للقلق، على الانتشار إلى الاقتصاد الحقيقى، يوضح هذه النقطة.
وأشارت الصحيفة إلى أن الشىء الذكى الذى يجب على ترامب أن يفعله الآن هو طمأنة الأسواق أن لديه سيطرة على ما يستطيع أن يسيطر عليه، حيث أنه سيبث بذلك ثقة بشأن التوقعات طويلة ومتوسطة المدى للاقتصاد الأمريكى.
وتقول واشنطن بوست إن التقييم الأخير للاحتياطى الفيدرالى لا يقدم أى أدلة على انكماش وشيك، لكنه يشير إلى أن سوق العمل لا يزال يواصل قوته وأن النشاط الاقتصادى يصعد بمعدل قوى. ويفترض أن يقوم تراكب بمضاعفة محاولات إزالة مصادر الاضطراب فى الأسواق القائمة فى سياساته بالسعى للحصول على موافقة من الكونجرس على اتفاقه التجارى مع المكسيك وكندا.
لكن بدلا من ذلك، انغمس الرئيس فى ميوله لتقديم كبش فداء، هذه المرة بإلقاء اللوم على الاحتياطى الفيدرالى ورئيسه جيرمو باول، بزعم رفع معدلات الفائدة بشكل سريع للغاية.
وتوضح الصحيفة أن المشكلة الأساسية عهى أن الأسواق المالية تزدهر فى حالة الهدوء السياسى واستقرار السياسة، فى حين أنت ترامب يشعر بارتياح أكبر مع الصراعات وعدم القدرة على التنبؤ.