اتهم الكاتب الروسى ألكسندر أرتامونوف، الولايات المتحدة الأمريكية، بأنها وراء إشعال الثورة الملونة فى "فرنسا" من أجل تحقيق مكاسب أمريكية، ومنع الرئيس الفرنسى من إنشاء جيش أوروبى.
وتسائل ألكسندر في المقال الذى نشره بصحيفة "برافدا رو"، قائلا لماذا خاف الأمريكيون من مبادرة الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون إنشاء جيش فرنسى ألمانى؟ الجيش الفرنسى أقوى وحدة قتالية ذات اكتفاء ذاتى فى الاتحاد الأوروبى، على عكس الجيش الألمانى، الذى لم يتجاوز حتى اليوم مشاكله بعد نهاية الحرب العالمية الثانية (حيث تعانى القوات المسلحة الألمانية من السمعة التاريخية والرقابة المستمرة من قبل الأمريكيين)، فأن فرنسا لديها كل الفرص لتأكيد سيادتها.
وأضاف ألكسندر، لدى فرنسا ثالوث نووى، أى جميع أنواع الأسلحة الاستراتيجية الحديثة، التى لا تملكها دولة أوروبية أخرى، ولديها برنامج فضائى خاص بها، بما فى ذلك قاعدة فضاء فى كورو، ما يتيح لها الاستقلال عن أنظمة الدول الأخرى الملاحية، ولذلك، يمكننا افتراض أن "ثورة السترات الصفراء" الحالية فى البلاد يمكن أن تكون استفزازا مدبرا بعناية، الغرض منه تقويض خطط الرئيس الفرنسى إنشاء جيش أوروبى قادر على إعادة القوات الأمريكية إلى ما وراء الأطلسى.
وأكمل الكاتب الروسى، معروف إن الولايات المتحدة لا تتسامح مع أن ينافسها أحد حتى من حلفائها. وفيما يمكن ملاحظة أن حركة السترات الصفراء العفوية تعارض رفع أى ضرائب، فإذا تمسك الأوروبيون بإنشاء جيش كامل الأهلية، فسوف يضطرون إلى دفع تكاليف باهظة ستؤدى بالضرورة إلى فرض ضرائب مالية إضافية.
وهكذا، فأن "السترات الصفراء" تكبّل أيدى الحكومة الفرنسية، وتسبب الفوضى فى البلاد، وتخلق الارتباك، وتؤدى إلى انقسام اجتماعى، وتجعل السكان يقفون ضد جيشهم وشرطتهم، وتؤدى إلى تراجع الناتج المحلى الإجمالى، حسب ما أوضح الكاتب الروسى ألكسندر أرتامونوف، والذى أنهى مقاله بأن نتيجة لكل ذلك، وبفضل "الشلل الاجتماعى" الذى يسببه الفوضويون، فلا شيء يهدد وجود الأمريكيين فى أوروبا.