رصدت صحيفة "واشنطن بوست" فشل الجهود الحثيثية التى بذلها مسئولو الأمن القومى الأمريكيون وحلفاء واشنطن الأجانب وصقور الجمهوريون فى الكونجرس لتغيير قرار الرئيس دونالد ترامب المفاجئ لسحب القوات الأمريكية من سوريا.
وقالت الصحيفة إنه منذ إعلان ترامب قراره الشهر الماضى، شهد جهاز الأمن القومى الأمريكى حربا مع الحلفاء والمستشارين حول كيفية تنفيذ الانسحاب.
وتحدث نتنياهو مع ترامب قبل يومين من إعلان القرار ومرة أخرى بعده بيوم، بينما حاول الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون جعل ترامب يعدل عن رأيه، وحتى الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، الذى أعجبه القرار، كان قلقا من أنه لن يكون من الأمان تطبيقه بهذه السرعة.
ويوضح هذا، حسبما تقول الصحيفة، التداعيات بعيدة المدى لميل ترامب باتخاذ قرارات متسرعة بدون متابعة، وفقا لشهادات العديد من المسئولين الأمريكيين السابقين والحاليين ودبلوماسيين دوليين تحدثوا جميعا دون الكشف عن هويتهم.
وتقول "واشنطن بوست" إن سلوك الرئيس حول سوريا كلفه خسارة العضو الأكثر تمتعا بالاحترام فى حكومته وهو وزير الدفاع جيمس ماتيس الذى استقال احتجاجا على هذا القرار، كما أنه أثار القلق بين الحلفاء والشركات غير الواثقين من التزام الولايات المتحدة فى المنطقة، وزاد من احتمال المواجهة العسكرية بين تركيا والقوات الكردية فى سوريا.
ونقلت الصحيفة عن أحد المصادر المشتركة فى النقاش حول سوريا قوله إن الدائرة المحيطة بترامب هى من تتحمل مسئولية الفوضى، وقال إنهم لم يقدموا له أنواع الخيارات التى أرادها ومن ثم انطلق بمفرده، فلم تأت رغبته بمغادرة سوريا من الفراغ، فقد خاض حملته على هذا الأساس، وأضاف: يمكننا القول إنه قرار سىء وأنه لا يساعد على الاستقرار، لكن لا يمكن القول أنه كان مفاجئا.