برأت المحكمة الجنائية الدولية اليوم الثلاثاء زعيم ساحل العاج السابق لوران باجبو من كل اتهامات جرائم الحرب وأمرت بإخلاء سبيله فورا مما جعل أنصاره يرقصون فرحا بينما أثار القرار الإحباط بين ضحايا الاعتداءات الوحشية.
وربما يؤدى هذا الحكم واحتمال عودة باجبو لوطنه إلى تغيير خريطة الانتخابات الرئاسية المقررة فى ساحل العاج عام 2020.
وذكر معسكر الرئيس الحسن واتارا إنه ربما يعيد النظر فى قرار ترشحه للانتخابات المقبلة إذا قرر باجبو أو الرئيس الأسبق هنرى كونان بيدييه الترشح لتلك الانتخابات.
وقال رئيس القضاة بالمحكمة الجنائية الدولية كونو تارفوسر إن الادعاء لم يفلح فى إثبات الاتهامات على باجبو وحليفه المقرب شارل بليه جوديه وأمر بإخلاء سبيلهما.
وأضاف تارفوسر "توصلت الأغلبية إلى أن الادعاء فشل فى إثبات وجود خطة مشتركة للإبقاء على السيد باجبو فى السلطة بما يشمل ارتكاب جرائم ضد مدنيين".
وتجمع عشرات من أنصار باجبو خارج قاعة المحكمة وبينهم كثيرون سافروا إلى لاهاى بحافلات من باريس ورددوا هتافات ورقصوا بعد النطق بالحكم.
وذكرت زوجته سيمون باجبو لرويترز أنه سيعود إلى ساحل العاج لكنها أحجمت عن التعليق على ما إذا كان ينوى الترشح للانتخابات العام المقبل.
وقالت لرويترز فى منزلها فى أبيدجان، وحولها أنصار يحتفلون ببراءة زوجها، "انتظروا حتى يعود وسيكون بإمكانكم توجيه كل الأسئلة إليه".
وقالت جماعات حقوقية إن هذا الحكم لم يكن عادلا بالنسبة لضحايا الصراع، الذى اندلع فى الفترة بين ديسمبر 2010 وأبريل 2011 فى أعقاب الانتخابات التى رفض باجبو الاعتراف بهزيمته فيها أمام واتارا، مما أسفر عن سقوط نحو ثلاثة آلاف قتيل.
وقالت فاتو بنسودا رئيسى الادعاء بالمحكمة الجنائية الدولية إن مكتبها يتمسك بحق الطعن على قرار المحكمة ويعتزم "تقديمه" خلال جلسة مقررة غدا الأربعاء.
وفى أبيدجان عاصمة ساحل العاج، قال أوليفيه كيبرى أحد أنصار باجبو "القاضى أسقط التهم بالكامل... أشعر بسعادة غامرة. سأفقد صوابى فأنا لم أتوقع أن يخلى سبيله".
وباجبو هو أول رئيس دولة سابق يمثل أمام المحكمة الجنائية الدولية.
وتبرئة باجبو انتكاسة كبيرة للادعاء الذى صدمته هزائم فى قضايا ضد جان بيير بيمبا نائب رئيس الكونجو السابق الذى أخلى سبيله العام الماضى بعد تبرئته من اتهامات بارتكاب جرائم حرب والرئيس الكينى أوهورو كينياتا الذى أُسقطت الاتهامات الموجهة ضده فى عام 2015.
ولم يكسب الادعاء سوى ثلاث قضايا تتعلق باتهامات بارتكاب جرائم حرب فى 15 عاما.
ويحاكم باجبو (73 عاما) وجوديه منذ عام 2016 فى اتهامات بارتكاب جرائم حرب أثناء حكم باجبو.
ومثل باجبو أمام المحكمة اليوم مرتديا سترة باللون الأزرق الغامق واستمع للحكم فيما اضطر قاض لإلزام أنصار للرئيس السابق خارج القاعة بالهدوء بعدما تعالت أصوات تهليلهم.