فى مثل هذا اليوم 16 يناير 1979، وبالتحديد قبل 40 عاما وتحت ضغط الشارع، غادر شاه إيران محمد رضا بهلوى بلاده دامع العينين بغير رجعة تاركا وراءه التاج والعرش، على متن طائرته البوينج 707 إثر تظاهرات ضده فى العاصمة طهران واضطرابات شعبية هائلة جراء سياسة منع الحجاب وتغيير التعاليم ضد الاضطهاد والظلم، لتنتهى بذلك حقبة ملكية استمرت 2500 عام فى إيران، لعودة روح الله الخمينى مؤسس الجمهورية فى 1 فبراير 1979، من منفاه على متن طائرة فرنسية من طراز بوينج 747.
وبرحيل الشاه عن إيران انتهت نهاية حكم سلالة بهلوى الذى استمر 53 عاما، ليبدأ رحلة جديدة فى المنفى تنتهى بهبوط طائرته فى أسوان واستضافه الرئيس أنور السادات الذى كان على علاقة جيده مع الشاه منذ نهاية الستينات، وتوفى فى 27 يوليو 1980، ومهدت رحيله الطريق أمام قيام الجمهورية التى هيمن عليها رجال الدين فيما بعد.
وأمسك رئيس الوزراء شاهبور بختيار، بمصير البلاد ومنحه البرلمان الثقة لحكومته، فى تلك الأثناء كان يصعد الشاه طائرته التى تقله للمرة الأخير عن بلاده، والتى قيل أنه كان يقودها بنفسه، وقال "أنا متعب جدا"، وقبل أن تحط فى أسوان زار الولايات المتحدة بعد توقف قصير فى بلد أوروبى.
وتولى محمد رضا بهلوى حكم إيران فى 1941، وسافر للمنفى للمرة الأولى فى 1953 فى عهد رئيس الحكومة محمد مصدق.
وفى طهران عندما أعلنت الإذاعة رحيل الشاه، كان المشهد مختلفا حيث هتف متظاهرون اجتاحوا على الفور شوارع العاصمة وسط تعالى أصوات أبواق السيارات تعبيرا عن الفرح "رحل الشاه، عاش الخمينى".