قالت صحيفة "ذى تايمز" البريطانية إن سباق جديد للتسلح قد بدأ رسميا وأصبح الفضاء هو الجبهة الأحدث للأسلحة، مشيرة إلى أن روسيا والصين تتفوقان الآن على الولايات المتحدة فى حرب الأسلحة بعد أن كانت واشنطن صاحبة الريادة وحدها.
وأشارت الصحيفة إلى أن إعلان الرئيس الأمريكى دونالد ترامب عن رؤية البنتاجون لنظام دفاع صاروخى بالستى فى الفضاء هو الرد الأمريكى على التهديد المزايد الذى يمثله جيل جديد من الأسلحة الغريبة التى قامت بتطويرها كل من روسيا والصين.
فالولايات المتحدة لا تزال هى القوى العسكرية الأكبر على الأرض، حيث تمتلك 10 حاملات طائرات تعمل بالطاقة النووية، وأحدث طائرات الشبح المقاتلة، وقاذفات إستراتيجية قتالية، وقوات مارينز منتشرة فى كل مكان وقوة ضخمة من قوات العمليات الخاصة، وميزانية دفاعية تقدر بأكثر من 700 مليار دولار.
وفى أى معركة تقليدية، لا تستطيع روسيا أو الصين اللتين تتضاءل ميزانيتهما العسكرية أمام الإنفاق السنوى للبنتاجون، أن تتصور حتى الفوز. إلا أن المستقبل قد لا يكون تقليديا فى ظل ما تقوم به إدارة ترامب.
فقد تعلمت روسيا والصين دروسا فى التخطيط للصراع المستقبلى المحتمل مع الولايات المتحدة بعدما رأت كل منهما الجيش الأمريكى يكسب فى تجربة قتالية كبرى لا تقدر بثمن ضد جيش صدام حسين فى الكويت عام 1991 ثم فى العراق عام 2003. وركزت كلا منهما على الاستثمار فى الأسلحة التى يمكن أن تتفوق على التفوق العسكرى الأمريكى، وتؤرق جيش الولايات المتحدة وقادتها السياسيين.
فقدت أسست الولايات المتحدة دائما تفوقها العسكرى على الحاجة إلى الحفاظ على التفوق التكنولوجى على خصومها المحتملين. وعلى مدار سنوات، نجح الأمريكيون فى ذلك، واستطاعت الحكومة والمختبرات البحثية الخاصة أن تحقق إنجازات جعلت الولايات المتحدة تتفوق على الصين وروسيا.
لكن الآن قامت الصين بتطوير ونشر صواريخ كروز وباليستية مضادة للسفن جعلت حاملات الطائرات الأمريكية تبدو ضعيفة. وهذه الأسلحة مصممة لردع أو منع البحرية الأمريكية من العمل بالقرب من المياه الصينية.
ومن ثم فإن اللوايات المتحدة لم تعد تتمتع بالتفوق العسكرى. بل فى بعض المجالات أصبح الأمريكيون فى الخلف.