قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية إن مسئولى الاتحاد الأوروبي يخشون أن تيريزا ماي تضع المملكة المتحدة فى مسار سينتهى بالخروج من التكتل بدون الصفقة في نهاية يونيو، لأنها لن تمتلك الشجاعة السياسية للمطالبة بتأخير أطول للخروج، حيث يعتقدون أنها بحاجة إلى المزيد من الوقت.
وتجادلت شخصيات بارزة في بروكسل حول الخطوات القادمة المحتملة من جانب الحكومة البريطانية، ولكنهم باتوا يعتقدون أن تأجيل الخروج في 29 مارس أصبح أمرا لا مفر منه.
لكنهم يخشون من أن تؤدي استراتيجية رئيسة الوزراء الساعية إلى مجرد البقاء على قيد الحياة يوما بعد يوم إلى طلبها تمديداً قصيراً غير كافٍ مدته ثلاثة أشهر خوفاً من إثارة غضب المدافعين عن الخروج في حزب المحافظين.
ويرى مسئولون من الاتحاد الأوروبي ودبلوماسيون إن خروج المملكة المتحدة فى الصيف يحمل بين طياته خطر الخروج دون صفقة نظرا للتصعيد فى هذا المسار لاسيما وسط استهجان المدافعين عن الخروج الصعب داخل البرلمان، مما سيعطى زخما لهذا الخيار.
وأصبح وزير الخارجية البريطاني ، جيريمي هانت ، أول وزير في الحكومة يعترف بأن سنتين من المفاوضات المسموح بها بموجب المادة 50 قد يتم تمديدها ، واصفا مأزق خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بأنه "وضع صعب للغاية".
واقترحت مصادر الاتحاد الأوروبي أنه من غير المحتمل أن يرفض رؤساء الدول والحكومات الأعضاء السبعة والعشرين مثل هذا الطلب نظراً للضغط من مجتمع الأعمال.
وقال وزير الخارجية البرتغالي ، أوجوستو سانتوس سيلفا ،أمس الخميس، إنه يعتقد أن التأخير سيكون الطريق الأكثر حكمة بالنظر إلى آمال ماي في إعادة التفاوض.
وكانت جمعية صانعى السيارات والتجارة فى بريطانيا أكدت أن الاستثمار فى صناعة السيارات انخفض بنسبة تقترب إلى 80 % على مدى السنوات الثلاث الماضية، فى مؤشر خطير على تدهور الاقتصاد البريطانى بشكل عام بسبب الخروج المرتقب من الاتحاد الأوروبى "بريكست".
وقالت الجمعية ـ حسبما أفاد راديو هيئة الإذاعة البريطانية "بى بى سي" ـ أن انتاج السيارات انخفض العام الماضى إلى أدنى مستوى له منذ عام 2012.
وأرجعت الجمعية التدهور فى صناعة السيارات إلى عدم الاستقرار الاقتصادى الذى تشهده بريطانيا الناجم عن قرار الخروج من الاتحاد الأوروبي.