قبل 40 عاما التقطت عدسات الكاميرات التى كانت فى انتظاره فى مطار طهران عودة الخمينى مؤسس الجهورية فى إيران، مجددا إلى البلاد، بعد 14 عاما قضاها في المنفى بتركيا والعراق وفرنسا، ويظهر وهو يترجل من سلم الطائرة الفرنسية ممسك بيد قائد قمرتها، ويظهر مرافقه أعلى السلم يخرج واحدا تلو الأخر، فى مشهد غير تاريخ هذا البلد لينهى حقبة وتبدأ أخرى تغير فيها حسابات وتوازن المنطقة وتسقط الملكية بعد عشرة أيام فى 11 فبراير 1979وتقام الجمهورية التى حولت حياة الإيرانيين حتى اللحظة وأثارت الكثير من الجدل.
ورغم المعلومات التى أفادت أن سلاح الجو الإيراني، الذي كان ما زال مواليا للشاه، يخطط لإسقاط الطائرة فور دخولها المجال الجوي لإيران، يقول أبو الحسن بني صدر أول رئيس منتخب لإيران والذى يعيش اليوم في المنفى في فرنسا "كثيرون لم يستقلوا الطائرة، لأنهم كانوا خائفين، أما أولئك الذين صعدوا إلى الطائرة، فكانوا قلقين أو خائفين، في حين لم يظهر القلق، على دائرة المقربين من الخميني".
رافق الخمينى عددا من الصحفيين إضافة إلى أصدقاءه ومقربيه فى فرنسا بعضهم واجه مصير مؤلم بعدها فبين القتل والاعدام انتهت حياتهم، فقد اغتيل مرتضى مطهرى فى 1979، وتوفى حسن لاهوتى اشكورى الذى كان مقربا من الخمينى فى ظروف غامضة داخل السجن، وتوفى نجل الخمينى أحمد خمينى بأزمة قلبية، وتم اعدام صادق قطب زادة أول وزير خارجية ومترجم الخمينى الشخصي بتهمة التأمر على الجمهورية الاسلامية، وانقلب النظام على أبو الحسن بنى الصدر وعاش فى المنفى.