قالت صحيفة "واشنطن بوست" إن مؤتمر ميونيخ للأمن، الذى انعقد على مدار اليومين الماضيين فى ألمانيا بمشاركة عشرات من قادة الدول، قد شهد هجوما على السياسة الخارجية للرئيس الأمريكى دونالد ترامب من قبل حلفاء واشنطن فى أوروبا.
وأوضحت الصحيفة فى تقريرها إن المؤتمر الأمنى السنوى الذى طالما شكل جبهات موحدة للحلفاء الغربيين تحول إلى هجوم شامل على السياسة الخارجية لإدارة ترامب، فالقادة الأوروبيون والمنافسون الديمقراطيون المحتملون وحتى داعمى الرئيس من الجمهوريين قد استغلوا منصة المؤتمر للهجوم على نهج الرئيس القائم على التصرف بشكل منفرد.
ولفتت الصحيفة إلى أن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، التى عادة ما تكون حذرة بشأن استفزاز ترامب، قادت هذا الهجوم وانتقدت مرارا ميل الإدارة إلى التعامل مع حلفائها كخصوم.
وترى واشنطن بوست أن الانتقادات بدت وكأنها تعبر عن "تنفيس" بعدما أدى سلوك ترامب العدائى على مدار عامين إلى شكاوى متراكمة من معظم أوروبا لكنه قوبل فى الوقت نفسه بقليل من الحلول الموضوعية لكيفية تحدى هذا السلوك.
واتهمت ميركل الولايات المتحدة بتعزيز إيران وروسيا بخططها للإنسحاب السريع من سوريا، وأعربت عن صدمتها لأن إدارة أوباما اعتبرت أن سيارات "بى إم دبليو" المصنوعة فى كارولينا الجنوبية تهديدا للأمن القومى. وقالت "واشنطن بوست" إن خطاب ميركل حظى بتصفيق ممتد، وهو أمر نادر فى مؤتمر ميونيخ للأمن، فى الوقت الذى كانت فيه إيفانكا ترامب، ابنة الرئيس الأمريكى ومستشارة البيت الأبيض متحجرة الوجه، وفقا لتعبير الصحيفة.
وقالت واشنطن بوست، إن خطاب ميركل ورد الفعل عليه يؤكد مدى ابتعاد الولايات المتحدة عن حلفائها التقليديين خلال حكم ترامب، وكيف أن الأوروبيين لم يعودوا يأبهون كثيرا بإخفاء ازدرائهم.