قد يكون سهلا أن ينتحل أحدهم شخصية شخص آخر ويعيش بها لفترة زمنية قصيرة، ولكن صعب أن يستمر هذا الوضع طويلا، أما المستحيل فهو أن تنتحل فتاة شخصية شقيقها وتعيش وسط جماعات مسلحة لمدة 12 عاما، ولكن نادية، تلك الفتاة الأفغانية، فعلت هذا المستحيل، دون أن ينكشف أمرها.
سيرة ذاتية مؤثرة،روتها فتاة أفغانية تدعى "نادية" فى العديد من وسائل الإعلام، سجلتها فى كتاب يحمل اسم "المخفى تحت طربان" من إحدى دور النشر الفرنسية الشهيرة وهى "لارشيبيل"، وفق ما جاء بموقع "madame".
قصة الفتاة وفق ما سجلتها فى سيرتها الذاتية، وروتها لوسائل الإعلام الفرنسية، تتلخص فى تنكرها فى زى أخيها «زلماى»، وذلك بعدما تعرض منزلهم للقصف وهى فى الثامنة من عمرها، ليموت والدها وأخيها، لتذهب مع المتبقى من أسرتها إلى مخيمات للمنكوبين، وفى هذه اللحظة، قررت نادية أن تنتحل شخصية شقيقها لتنقف على أسرتها، ومنذ تلك اللحظة بدت "نادية" أمام الجميع، صبيا.
تروى نادية أنها عملت فى صفوف تنظيم "طالبان" كما لو أنها فتى، حيث انخرطت فى العمل داخل التنظيم فى شئون «الزراعة والطبخ والحراسة والقتال، بل أنها أصبحت يوما إماماً للمصلين"، حيث كانت تخفى وجهها، وأيضا صدرها بـ "ضمادات"، ولكن هذا الوضع لم يستمر طويلا بسبب ظهور معالم الأنوثة على جسدها، لتفرّ بعدها إلى أن استقر الحال بها فى مدينة برشلونة بإسبانيا لتعود لصورتها الأولى، أنثى من جديد.
وتتابع نادية " عقب قصف المنزل كنت مصابة بجروح قطعية خطيرة فى الوجه والجسم، ندوبها مازالت ظاهرة على وجهى حتى اليوم .. ولكنى وقتها شعرت أن الحياة انتهت.. فلم أجد أمامى خيارا إلا العمل مع طالبان».
وقالت "في عام 2004، كنت قد بلغت مرحلة النضج كأنثى، وأصبح التنكر في هيئة شاب أمراً مستحيلاً، كنت في تلك الأثناء قد واصلت دراستي واجتزت المرحلة الثانوية وكان عمرى 21 عاماً، فقررت المغادرة للالتحاق بالجامعة في أوروبا».